مع رجوع المريمتين إلى أورشليم، ذهب بعض العسكر حراس القبر إلى رؤساء الكهنة، وأعلموهم بقيامة المسيح وظهور الملاك والقبر الفارغ.
وللأسف، لم يقبل رؤساء الكهنة الإيمان بالمسيح القائم.
الأمميون، أي الجند، يبشرون رؤساء كهنة اليهود بالقيامة، ولا يقبلون الإيمان، مع أنه كان يجب أن يحدث العكس، أي أن يبشر اليهود الأمم بقيامة المسيا المنتظر.
ووصفه رؤساء الكهنة بالمضل عندما قابلوا بيلاطس لختم القبر، خوفا من كلامه عن قيامته بعد ثلاثة أيام من موته فلما قام كما قال، رفضوا الإيمان.
† اقبل رسالة الله لو أتت إليك على لسان أهل العالم، وتب وارجع إليه باتضاع.
"الشيوخ": أعضاء مجلس السنهدريم.
"تشاوروا": بحثوا عن سبب لعدم وجود جسد المسيح في القبر، ليضللوا الناس عن قيامته.
لم يرفض رؤساء الكهنة مع شيوخ اليهود الإيمان فقط، بل اجتمعوا ليقاوموا القيامة!!
فأعطوا رَشوة من المال للجند حراس القبر حتى يدّعوا سرقة تلاميذ المسيح لجسده ليلا، إذ غلبهم النوم، فتسلل التلاميذ وسرقوا الجسد.
وعندما يعلم بيلاطس الوالي ويغضب عليهم، يستعطفه رؤساء الكهنة بما لهم من مركز، فيسامحهم ولا يؤذهم، معتمدين على محبة الإنسان للمال، فيكذب لينال ما يريد.
أخذ الجند الرِّشوة، وهي الفضة، وقالوا ما لقنهم إياه رؤساء الكهنة، فانتشر الخبر في كل اليهودية بسرقة جسد المسيح.
ولكن هذا الأمر غير منطقي، لأنه كيف تستطيع مجموعة من التلاميذ الضعفاء أن يتغلبّوا على جند مسلحين؟
أو كيف ينام الجند، ولا يشعرون بدحرجة حجر كبير مثل هذا، وسرقة الجسد؟
بالإضافة إلى أهم شىء، وهو كيف يعرف الإنسان ما يحدث حوله وهو نائم؟!!
إن التدبير الإلهي جعل رؤساء الكهنة يساعدون في نشر البشارة بقيامة المسيح دون أن يقصدوا."إلى هذا اليوم": يوم كتابة متى لإنجيله، وذلك بعد حوالي ٣٠ سنة من قيامة المسيح.
/خادم كلمة الربّ/