تقع بلدة قانا في شمال فلسطين، بالقرب من منطقة الجليل، وتبعد عن الناصرة ١٥ كيلومترا شرقًا.
وبالرغم من عناء التعب والسفر، لم يتأخر السيد المسيح عن الذهاب والمجاملة.
فالمشاركة إحدى صور المحبة، وخاصة تلك التي يُبذل فيها تعب، وإكراما للزواج الذي سيجعله من أسرار الكنيسة.
فبعد ثلاثة أيام من دعوة نَثَنائيل، دُعِيَت العذراء مريم، وكذا المسيح وتلاميذه، لحفل الزواج الذي في مدينة قانا.
تظهر محبة العذراء وأمومتها، في إحساسها باحتياج من حولها دون أن يطلبوا.
فيبدو أن عدد الذين حضروا إلى العُرس كان أكثر جدًا مما كان متوقعا، ففرغت الخمر المعدّة، وهي عصير العنب، المختمر طبيعيا، دون تقطير أو إضافة كحول، أي بفعل البكتريا فقط، وإذا صارت قديمة، يظهر فيها طعم الخل، ولكن لا تصير مثل الخمر المسكرة التي تباع في الأسواق .
وأسرعت العذراء، بحب، تطلب من المسيح إنقاذ أهل العُرس من هذا الحرج.
ولم يكن في تدبير الله بدء معجزاته وبشارته الآن، فقال لها: "ما لى ولك يا امرأة؟" أي أنت إنسانة، ولا تعرفى حكمة الله، والميعاد الذي حدده.
ولكنه في نفس الوقت كرمها، لأنها أمه القديسة العذراء مريم، واستجاب لشفاعتها.
ويظهر إيمان العذراء في أن المسيح يقبل شفاعتها، في طلبها من الخدام أن يعملوا كل ما يأمرهم به.
† أخي الحبيب، اطلب من الله كل ما تحتاجه مهما بدا صعبا، فهو يحبك... وتشفّع بالقديسين لعظم مكانتهم عنده، وخاصة العذراء مريم.
كان في البيت ستة أجران، أي أحواض كبيرة، يملأونها ماءً ليغتسلوا به في التطهيرات اليهودية حسب الناموس، وكل جرن يسع حوالي ٨٠ لترًا.
وقال المسيح للخدام أن يملأوها بالماء تمامًا، ثم أمر أن يقدموا لرئيس الحفل.
فلما ذاق الماء المتحول إلى خمر، شعر أنه من النوع الجيد، فعاتب العريس لتقديمه الخمر الجيدة في النهاية، والأقل جودة في البداية، ولم يكن يعلم أن الخمر الثانية قد تحولت من الماء. وشعر الخدام، بل وكل الذين في الحفل بعد ذلك، أنهم أمام معجزة عظيمة، فهي معجزة خلق، إذ خلق المسيح عصير عنب وكحولا لم يكونا موجودين.
/خادم كلمة الربّ/