يا حسرتي على هؤلاء الَّذين باعوك بثلاثين من الفضّة ليربحوا كنوز العالم الفاني!
باعوك رخيصاً جدًّا كعبدٍ في سوق النخاسة، ليشتروا بالمال أثواباً بالية وليسطّروا لهم أمجاداً فانية!
باعوك رخيصاً يا خالق المسكونة، أيّها الضابط الكلّ، الحامل كلّ شيء بكلمة قدرته، المسقف المياه علاليه، الصانع ملائكته أرواحاً وخدّامه لهيب نار!
باعوا تقليد كنيستك، نكسوا أسرار روحك، شتّتوا بيعتك!
إستبدلوا التقليد الرسولي بتقاليدهم البشريّة العقيمة، وأسرار كنيستك بتقنيّات مزيّفة هزيلة، وسلّطوا أنبياءهم الكذبة آلهةً على شعبك!
لأنّهم عمياناً لا يرون ، وحكماء لا يفقهون، وأغنياء يفتقرون!
إستبدلوا حكمتك بحكمة معلّميهموكلمتك بأساطير سحرتهم ومشعوذيهم، ووصاياك بقوانين نسبيّة مبتورة فصّلوها على قياسهم!
صاروا قلّة قليلة أحبّاؤك، من يقبلون من أجلك الإضطهاد والمذلّة في حياتهم، صارت نادرة شهادة شهدائك، الَّذين ينادون بالحقّ حتّى قطع رؤوسهم!!
يا فرحي !
/جيزل فرح طربيه/