في ليلة باردة جداً مليئة بالعواصف و الرياح و الأمطار، كان هناك طبيباً ساهراً في إستقبال المستشفى حسب جدول عمله.
فدخلت مريضة و سيدة كبيرة في السن وكانت مجهدة جداً ويظهر من ملابسها بساطة معيشتها وكان معها شاب في العشرينات و يبدو عليه قلّة النوم....
الطبيب : ممّ تشتكين يا أمي؟؟
السيّدة : أنا مصابة بإرتفاع السكر وضغط الدم ويبدو أنهما مرتفعين جداً...
الطبيب : سوف أكشف عليكِ..
خرج الشاب من غرفه الكشف ليردّ على مكالمة و إعتذر بأدب أن يردّ على المكالمة لأنّها مهمّة...
رجع الشاب بعد المكالمة و عنيه تملأها الدموع و لكنّه لم يظهر ذلك...
و قبل أن يسأله أحد ...
سأل هو الطبيب هل هي بخير ؟؟
هل تحتاج علاج؟؟؟
قال له الطبيب : نعم ، لا بد من شراء حقن الأنسولين وللأسف فهي غير متوافرة في المستشفي...
ومن ثم لا بد من شرائها من الصيدلية.
قال الشاب : سوف أحضره وأرجع بسرعة..
قالت الأم : وما ذنبك أنتَ يا بني؟؟ الجو قارس البرودة بالخارج...
قال: المهمّ سلامتك يا أمي ... و خرج ...
سألها الطبيب كيف تقولين لإبنك ما هو ذنبك ؟؟
فهذا هو الواجب عليه !! أنتِ أمّه !!
قالت : أنا لست أمه!!!!!
أنا كنت سائرة في هذا الجو ذهاباً للمستشفي كي أوفّر ثمن المواصلات...
وجدت هذا الشاب قد أوقف سيارته و قال لي : سوف أوصلك أنا... فكيف تمشين في مثل هذا الجو القارس وأنتِ سيدة كبيرة؟؟ ...
و ها هو سوف يشتري دوائي من نقوده!!!
دخل الشاب و معه حقن الأنسولين و سأل الطبيب هل هذا هو العلاج؟
قال : هذا هو العلاج الصحيح لا تقلق...
وجاءته مكالمة فردّ عليها ولكن هذه المرة رجع مرّة أخرى فرحاً جداً.. وكان يشكر الله كثيراً..
سألاه: ماذا هنالك؟؟؟ مكالمة سبّبت حزنك وأخرى سبّبت فرحك ؟؟؟
قال لهم : أنا أعمل هنا و أعيش بمفردي وزوجتي تعيش بعيداً عني في منطقة بعيدة و كانت حامل في ولد تمنيته بعد ٧ سنين و ميعاد ولادتها كان اليوم.... نزفت كثيراً والمكالمة الأولى قالوا لي أنّ حياتها في خطر ولا يوجد أكياس دم في المستشفي من نفس فصيلة دمها ... و أنا ذاهب لأحضر العلاج للسيّدة المريضة كنت أصلّي أن ينجّيها الله و ينجّي الطفل ... و المكالمة الثانية قالوا لي : فجأة قد دخل ٣ أشخاص من جمعية التبرّع بالدم ليسوا من أهل البلد و معهم أكياس دم تبرّع للمستشفي كل الفصائل و لا أحد كان يعرف بمجيئهم.
وقد وزّعوا كل ما معهم من أكياس الدم على كل المستشفيات الكبيرة في المنطقة و تبقت أكياس منها فقرروا أن يودعوها للمستشفى الصغيرة التى كانت بها زوجتي!!!!!!
و أنقذ الأطباء زوجتي وولد إبننا بسلام...
في ذهول قال له الطبيب :
الخير الذي صنعته مع هذه السيّدة المريضة والتي لا تعرفها قد جاء أيضاً لزوجتك وإبنك.
"اِرْمِ خُبْزَكَ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ فَإِنَّكَ تَجِدُهُ بَعْدَ أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ"
(جا ١:١١)
#خبريّة وعبرة
/خدّام الرب/