مقدّمة الدستور
شغلت "الموعظة على الجبل" الفصول الثلاثة من إنجيل متّى [5-6-7]، وقد اهتم بها آباء الكنيسة الأولى، كما شغلت أذهان الحكماء من غير المسيحيّين، بكونها تمثل دستورًا حيًا للحياة الكاملة.
يقول القديس أغسطينوس: [فيها كل المبادئ السامية اللازمة للحياة المسيحيّة الكاملة.
بدأ الإنجيلي إعلانه هذا الدستور بهذه المقدّمة: "ولما رأى الجموع صعد إلى الجبل، فلما جلس تقدّم إليه تلاميذه، ففتح فاه وعلّمهم قائلًا:
التقى المسيّا الملك بشعبه على الجبل ليتحدّث معهم معلنًا دستور مملكته.
في القديم صعد موسى النبي على الجبل ليتسلّم الشريعة بعد صوم دام أربعين يومًا، مع استعدادات ضخمة التزم بها الكهنة واللاويون والشعب، ولم يكن ممكنًا لأحد غير موسى أن يتسلّم الشريعة أو يسمع صوت الله، إنّما يرون الجبل يدخن والسحاب الكثيف يحيط به والرعود ترعب، أمّا الآن فقد نزل كلمة الله في شكل العبد ليجلس مع بنيّ البشر على الجبل يتحدّث معهم مباشرة وفي بساطة.
التطويبات
بدأ المسيّا الملك دستوره بالجانب الإيجابي، فلم يتحدّث عن الممنوعات بل جذبهم إلى "الحياة الفاضلة"، كاشفًا لهم عن مكافأتها، ليحثّهم عليها.
يقول القدّيس أغسطينوس : [مادمنا نحب المكافأة، يلزمنا ألا نهمل الجهاد لبلوغها.
لنلتهب شوقًا نحو العمل للحصول عليه.
/خادم كلمة الربّ/