(١)
قبل أن نغسل أيدينا ونعقم بيوتنا فلنتب إلى إلهنا.
ماذا تجدينا النجاة من الوباء ونحن في خطايانا. النجاة من العقاب الأبدي أهم بلا قياس من النجاة من الموت.
توبتنا هي ربحنا الأعظم ونجاتنا،ولن نخاف الموت لأننا مستعدون بالتوبة وطاعة الإله.
(٢)
لا يزعمن أحد أن الله لا شان له بمصابنا.
نحن تعساء إن تركنا الله خارح حياتنا.
وكالقديسين الذين قبلنا،نحن نضع كل أحداث حياتنا بين يدي الله وهو يرحمنا.
ومن يزعم أن صلوات الكنيسة والمؤمنين لا تجدي، مشكوك بإيمانه.
نحن نؤمن أن الله يستجيب بحسب حكمته، وإن لم يستجب كما نريد فهذا لا يعني أن الصلاة لا جدوى منها.
(٣)
عمدت الكنيسة إبان المحن إلى تكثيف العبادة ودعت المؤمنين إلى التوبة، التي هي أسمى أشكال العبادة.
وسار المؤمنون في تطوافات، تائبين، وحاملين الأيقونات والذخائر والقربان الأقدس.
وأقاموا القداسات والسهرانيات والأصوام لأيام بلا إنقطاع.
وجميع هذه أشكال من الصلاة.
ومن يقل إن هذه لا تجدي فهو يقول إن الصلاة لا تجدي، وهو مشكوك بإيمانه.
ففي في مناسبات عديدة إستجاب الله ورفع عن المؤمنين الكوارث والأوبئة وكف عنهم هجمات أعدائهم.
(٤)
دور الكنيسة في كل وقت، خصوصا إبان المحن، دعوة الناس إلى التوبة كي لا يهلكوا إذا ماتوا غير تائبين.
وأيضا، الله يحب التائبين، وتوبتهم تستدر رحمته على العالم.
وفي الكتاب المقدس وعود لا تحصى للمؤمنين بالشفاء والحماية والنجاة، وفي هذه يجري الرب مشيئته بحسب حكمته.
فإن مات مؤمن في حرب أو وباء أو اضطهاد، فهذا لا يعني أن الله لا يبالي أو أنه لا يستجيب.
فالرسل جميعا عدا القديس يوحنا ماتوا استشهادا، ومعهم قديسون وشهداء كثيرون.
(٥)
هذا زمن دعوة إلى التوبة.
علينا أن نتوب ونصلي بإيمان وحرارة وبلا انقطاع، بجميع أشكال العبادة المتاحة، لأجل توبة الخطأة، وليكبح الله جماح الوباء ويحمي الأصحاء ويشفي المرضى ويرحم الموتى، بشفاعة مريم العذراء وجميع الفديسين.
تاركين كل شيء لتدبير الله وحكمته، دونما شك بصلاحه أو الاعتقاد أنه لا يستجيب، أو أن الصلاة لا تجدي.
فمن يقل هذا القول مشكوك بإيمانه، ودعوته لنا لنغسل ايدبنا ونلزم بيوتنا لا تجدينا.
أما إلهنا فله المجد إلى الدهور. آمين.
/الأب أنطوان يوحنا لطوف/
#خدّام الرب