أنواع التّنويم المغناطيسي :
١. التّنويم الذي يقوم به طبيب في الطبّ وعلم النّفس لأجل العلاج النفسيّ، في حالات يحدّدها الطبيب جصرًا.
فالإنسان تحت التّنويم يتذكّر تفاصييل أحداث جرت معه، لا يُدركُها عقلُه الواعي، فيتسنّى للطبيب تحليل تلك الأحداث كي لا تعود تُقلق الشخص.
هذا هو النّوع الوحيد القانوني والشرعي من التّنويم، ومع ذلك يحذره المعالجون النفسيّون وكثيرون جدًا لا يستعملونه لأنّه يجعل إرادة الشخص النّائم خاضعةً للطبيب.
٢. التّنويم الذي يُستعمَل في ألعاب الخفّة بحيث يقوم لاعب الخفّة بتنويم شخص لغاية الاستعراض في الحفلات.
هذا النّوع من التّنويم غير مأمون لأنّ من يقوم به غير مؤهَّل له.
وعادةً يستعمل الساحر الشخص نفسه لتنويمه تكرارًا فيتأذّى في نفسه وعقله وجسده.
٣. التّنويم الذي يقوم به عرّاف يتعامل مع الأرواح، فيستدعي روحًا غريبةً تدخُل في عقل الشخص ويسمّى "وسيطًا "medium ويحاور الساحر الروح فتتكلّم من خلال الشخص. هذه الممارسة خطرة ومؤذية جدًا للوسيط، في نفسه وعقله وجسده.
٤. الأخطر هو التّنويم عند أتباع "تيّار العصر الجديد" New Age وقد عملوا له دعايةً هائلة وفتحوا له عيادات تستغلّ الناس ماديًّا ونفسيًّا، وصار رائجًا جدًا.
وطوَّروا له تقنيّات جديدة وزعموا أنّ ما يمارسونه هو علم، بينما هو بالحقيقة ممارسة سحريّة خفائيّة إيزوتيريّة occult تُشارك فيها الأرواح الخبيثة.
وأخفوا أخطار هذه الممارسة عن عامة النّاس فصارت خادعةً جدًّا ومؤذية.
ونظّموا دورات تدريبيّة، بحيث يصيير الشخص "منوّمًا مغناطيسيّا" في خلال أسابيع قليلة، حتى ولو كان شخصًا عاديًّا.
ويزعمون أنّ هذه الممارسة تستخرج المشاعر المقلقة والحزن والإحباط وكلّ شعور سلبيّ إلى العقل الواعي وتمنح السلام وقوّة للعقل وترفع مستوى الوعي... وهذا غير صحيح لأنّ ما يخرج إلى العقل الواعي في التّنويم الشرعي القانونيّ الذي يمارسه طبيب هو ذكريات أحداث في العقل غير الواعي تسبب القلق، ولا يمكن تحرير الشخص من المخاف والقلق بأنواعه ما لم يحلّل الطبيب النفسيّ تلك الأحدث فينال الشخص السلام.
أمّا غيبوبة التّنويم بحدّ ذاتها فلا فائدة منها إطلاقًا، فالتّنويم خارج إطار العلاج النفسيّ الشرعيّ والقانونيّ عديم الفائدة.
والمنوّم المزعوم الذي تلقّى تدريبًا في "تقنيّات التّنويم" لن يستطيع معالجة الشخص نفسيًّا حتى لو استخرج من عقله غير الواعي ذكرياته المقلقة.
٥. "التّنويم الذّاتي"، حيث يقوم الشخص بتنويم نفسه، وهذه ممارسة يروّج لها أيضًا "العصر الجديد"، وهي غير مفيدة، بناءً على ما قلناه أعلاه.
وهذه الممارسة مدخلٌ لكي يرغب الشخص أنواع التّنويم الأخرى التي يقوم بها أتباع "العصر الجديد"، وفي أثناء هذه الممارسة قد يحدُث فراغٌ في داخل الشخص، تتسلّل منه الأرواح الخبيثة.
إستنتاج :
١. يستقطب "العصر الجديد" النّاس إلى هذه الممارسات لما في تسميتها من جاذبيّة، فيرغبها كثيرون بدافع الفُضول والشعور بالقوّة ورغبةً في التسلّط على االآخرين.
لكن من الخطِر جدًا أن يُسلم أحدٌ عقله لشخص يسمّي نفسه "مُنوِّمًا مغناطيسيًّا"، فهذه التسمية غير علميّة لأنّ التنويم ليس مهنةً ولا اختصاصًا بحدّ ذاته بل هو إحدى الممارسات التي يقوم بها حَصرًا طبيبٌ مؤهَّلٌ لذلك.
٢. عند أتباع "العصر الجديد"، ترتبط هذه الممارسة بممارسات سحريّة أخرى مثل اليوغا والعلاج بالطّاقة Reiki وتحضير الأرواح ومخاطبة الموتى والسفر الأثيري حيث يخرج الشخص من جسده وهو في حال الغيبوبة ليطوف في العالم الآخر.
فليس للتّنويم عند تيّار "العصر الجديد" أيّ فائدة حقيقيّة رغم الدّعاية البرّاقة والهائلة التي تُعمَل له، بل هو مَدخلٌ لجرّ الناس إلى مُمارسات إيزوتيريّة سحريّة أكثر خُطورةً.
٣. تبنّى بعض عُلماء النّفس تقنيّات "العصر الجديد"، فيجب الحذّر من بعض المعالجين النفسيّين الذين تبنّوا تقنيّات مثل "الوعي الكامل" وقانون الجذب" وغيرها، والتنويم على طريقة "العصر الجديد".
٤. "العصر الجديد" يروّج للغيبوبة بأشكال كثيرة مثل غيبوبة الأعشاب السامة والسُّكر والمخدّرات وغيبوبة اليوغا والتأمل الماورائيّ وغيبوبة التّنويم و"تعديل الوعي" أي هُبوط الوعي إلى مُستوى أدنى (!) وغيبوبة "خبرات مقاربة الموت" حيث يقوم الشخص مثلًا بشنق نفسه ثم قبل أن يموت بوقت قصير يعود إلى الحياة، بينما يقول الكتاب المقدّس "نبّهو أذهانكم وكونوا أيقاظًا".
فلنكُن واعين وصاحين فكلّ ما ذكرنا من تقنيّات غير علميّة هي مؤذية ومن الشرّير.
/الأب أنطوان يوحنّا لطّوف/