HTML مخصص
11 Feb
11Feb


"إنّه بالفعل خميس السّكارى"

لكل مجتمع تراث معيّن، أو عادات وتقاليد شعبيّة يتوارثها من جيلٍ إلى جيل، فتنتقل من الأجداد والآباء إلى الأبناء والأحفاد، لتصبح مهمة جدّاً، لا بل أهميّتها توازي أهميّة العبادة بالنسبة للكثيرين.

وهذا ما يسمّى " التّقوى الشعبيّة".


التّقوى الشعبيّة قد تكون مرتبطة بالليتورجيا (صلوات، أعياد...إلخ ).

مثلاً عيد القديسة بربارة هو حدث مسيحي بإمتياز، ومدرج على جدول الروزنامة الليتورجيّة، لكن يصاحبه عادات وتقاليد عدّة (القمح، الحفلة التنكريّة...).


في المقابل نرى نوع من أنواع التقوى الشعبية غير مرتبط بتاتاً بحدث ليتورجي.

أي أنه غير مدرج في الروزنامة الليتورجية.

مثلاً الإحتفالات الشعبية التي تقام قبل بدء الصوم، في لبنان.


إنّه الخميس الأخير قبل بدء الصوم، فهل هو خميس السكارى أو خميس الذّكارى؟! وماذا تقول الكنيسة عنه؟


في كل سنة من بداية زمن الصوم، تضجّ مواقع التواصل الإجتماعي بصور إحتفالات عن ما يسمّى خميس السكارى، وفي المقابل تنهال الإنتقادات على تلك التّسمية، ويجد المنتقدون أنّ الإسم الحقيقي هو "خميس الذكارى" أي الخميس الذي نتذكر خلاله الموتى.


أوّلا هذا العيد هو عادة شعبيّة قديمة وليس عيداً مسيحيّاً، لا يُعرف متى ظهر وفي أي حقبة من الزمن.

من المعروف أنّه ما قبل عام ١٩٤٠ كان يتمّ "قطع" الزفر يوم الخميس في الأسبوعين الأول والثاني قبل الصوم الكبير.

الخميس الأول يرفع فيه كل شيء أبيض وخاصةً الجبنة.

والخميس الثاني يرفع فيه اللحم.


ولشدّة الإيمان والتدقيق كانت النساء تغسلن الأواني بشكل جيّد قبل بدء الصوم لئلّا يبقى شيئاً من الزفر عالقاً بها.


أمّا الآن فهذه العادة تمارس فقط يوم الخميس الذي يقع في الأسبوع السابق للصوم الكبير.

والهدف ليس السّكر بل كعربون للفرح والشركة بين العائلة التي تجتمع في هذا اليوم.

وهناك من يسأل لماذا يوم الخميس وليس الأحد قبل بدء الصوم، والجواب هو أن العادة هذه كان يحتفل بها لمدة ثلاثة أيام، والآن تمّ إختصارها بيوم الخميس فقط.


ختاماً إنّه بالفعل خميس السكارى، وليس الذكارى، فنحن نتذكر الموتى منذ الأحد الذي يسبق هذا الخميس (أحد تذكار الموتى) ولمدة أسبوع كامل، ولا يقتصر على الخميس فقط.

إلّا أنّ خميس السكارى هذا غير مذكور في الكتاب المقدس ولا في الروزنامة الليتورجية، لأنه وببساطة تقوى شعبيّة منفصلة عن حقيقة إيماننا المسيحي.

فنحن كمسيحيين لا نستقبل الصّوم بمثل هذه العادات وهي غير مقبولة كنسيّاً.

فروحانية الصوم تفرض علينا أن نستقبله بالتوبة والصلاة والقلب المنسحق، وليس بالسّكر والأكل المفرط.


المصدر :

-الأب أمين سمعان

-الأب يوحنا جحا

-الأب مارون عطالله


أضغط هنا... للإنتقال إلى صفحاتنا على سوشيال ميديا

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.