( أعجبتني هذه القصة - رأئعة ومعبرة ومفيدة جداً لأيامنا هذه - لننشرها ... )
دخل العم جرجس غرفته أمس كالمعتاد عند الساعة العاشرة مساء ليصلّي أمام صورة المسيح، و بعدما أتمّ صلاته قال :
"أريد يارب أن أسألك عدة أسئلة .... أتجيبني ؟؟؟"
ففوجئ بصوت إنسان يبكي ويردّ :
+ "نعم سأجيبك..."
فرح جداً العم جرجس ثم سأل :
- "هل يُفرحك يا الله أن ترى الناس معذبين في العالم كله بهذا الشكل ؟"
فأجاب :
+ "كيف لأب أن يفرح وهو يشاهد إبنه يتألّم ويصرخ .. لكن أي إبن لا يؤدّبه أبوه ؟ ...الحق الحق أنه لا يستطيع بشر أن يصف عمق الألم والحزن الذي أشعر به الآن ولا تستطيع كلمات أن تعبّر عمّا بداخلي ..."
- فلماذا إذن سمحت لنا بهذا ؟
+ " أريدكم معي في ملكوتي"
- "هل هذه هي الطريقة الوحيدة لرجوعنا يا الله ؟"
+ " هذة هي الطريقة الأخيرة التي أستخدمها مضطراً، بعدما إستهنتم بالطرق الأولى التي كلمكتم بها"
-" ولكن كيف يصدر منك ألم وأوبئة؟"
+"الأوبئة والأمراض والآلام ليست مني بل منكم، فالخطيئة تولّد الموت ، وأنا فقط أسمح بها لعلّكم تتوبون وتعودون إليّ."
-"هل سينتهي هذا الوباء ؟"
+ "نعم"
- "متى ؟"
+ "في اللحظة التي يتوب فيها آخر شخص ممّن سيفهمون ويستجيبون لرسالتي وقصدي من هذة الضيقة."
- "لو تاب هذا الشخص الآن متى سينتهي الوباء ؟"
+ "الآن"
- "هل الأمر متوقف على سرعة توبتنا ؟"
+ "نعم"
- "قبل الوباء كنت أرى الكنائس و القدّاسات ممتلئة من الشعب فما التوبة التي تقصدها يا رب ؟"
+ "نعم كانوا داخل الكنيسة لكن ليست الكنيسة في داخلهم .. يتناولون جسدي و دمي ثم يخرجون بعدها إلى طرقهم الشريرة: يظلمون و يزنون و يبغضون .. ليتهم كانوا أشراراً أو أبراراً لكني مزمع أن أتقيأهم من فمي ..."
- "ألهذا أغلقتَ باب كنيستكَ في وجوهنا ؟"
+ "حتى ترجعون إليّ بكل قلوبكم"
- "الجميع الآن في كل مكان في العالم يصلّون و يصرخون إليكَ من كل قلوبهم من أجل رفع هذا الوباء أليس هذا ما تريده يا الله ؟"
+ "لا ليس هذا"
- "كيف يا يسوع ؟"
+ "أكثرهم يصرخون و يبكون لكي أرفع عنهم الألم، لكن ليس صراخ وبكاء توبة ...إنه صراخ مزيَّف ..."
- "ما شكل التوبة التي تريدها منا الآن ؟"
+ "أن تحبوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم ..من ظُلم فليسامح ويغفر الآن، ومن أخطأ بحقّ أحد ، فليبدأ يصلح الآن ما فعله، ثم يعاهدني بعدم الرجوع للشرّ مرة أخرى ... لأنه بعدما فكّر كل إنسان في نفسه، فقط أصبح الجميع مُعذَبين تائهين قلقين وأصابهم المرض الجسدي و النفسي، ثم جاء إبليس ليقنعهم أنني المتسبِّب في كل هذا، فصدّقوه وإتَّبعوهُ، فإنتشر الإلحاد و الشرّ أكثر ، وإزدادت آلامهم ومعاناتهم أكثر ، واُنتزع منهم السلام والفرح"
- "هل هدفك يا الله من كل هذا أن ترانا فرحين فقط ؟"
+ "وماذا يريد الآب من أولاده أكثر من ذلك.. هذا هدفي منذ خلقت آدم"
- "إلهي ماذا عن ضحايا كورونا الذين يحصدهم الوباء ؟"
+ "لا تقلق كل شخص في هذا العالم أُدبِّرُ أمورهُ من ولادته حتى نهاية أيامه وفق خطّةٍ عظيمة .. لا تنتهي حياة شخص بالصدفة .. من إنتهت أيامهم بسبب الوباء، منهم قديسون لايستطيعون أن يعيشوا في العالم الشرير أكثر من ذلك، فأرحتهم وهم الآن معي يتمتعون في السماء.. ومنهم تابوا قبل أن يموتوا وأيضاً هم معي.. ومنهم أشرار رفضوا كل فرص التوبة فنهاية حياتهم هي راحة لمن حولهم ونهاية لشرّهم، وأنهم لو عاشوا مائة سنة أخرى لما فكروا في التوبة لحظة ... لا تقلق"
- "ماذا يا الله عن الرعب والحزن الذي إمتلك قلوب حتى المؤمنين ؟
+ "لا تخافوا، سأمنحكم سلاماً يفوق كل عقل عندما تقرأون كلامي لكم في الكتاب المقدّس، و عندما تتحدثون معي في الصلاة..."
- "إشتقنا لدخول بيتك يا رب."
+ "وأنا أيضاً إشتقت لكم أكثر ممّا تتصوّرون أو تفتكرون"
- "أما زلت تحبّنا يا إلهي حتى الآن رغم كل شرورنا هذه ؟"
+ " أحبكم حتى الموت!!"