نحن نثق أن أمورنا هي بيد الله، ونضعها جميعها بين يديه سائلينه أن ينيرنا لنتخذ القرار الصحيح.
فإن كنا مقبلين على سفر أو خطبة أو إمتحان أو جراحة أو تجارة، فهذه، والأقل منها شأناً، نسلّمها للّه بالصلاة.
من أهم ركائز الحياة الروحيّة الثقة الكليّة بالله واللجوء إليه وحده في كل حين، وهذا يمنحنا إطمئنانا على الحاضر والمستقبل.
واللجوء إلى التنجيم والعرافة يعني التحوّل عن اليقين بأنّ كل شيء بيد الله، والإعتقاد أنّ المستقبل محدّد سلفاً ، ويخضع لعشوائيّة القدر وأوضاع الكواكب.
بهذا يحلّ الإيمان بالعرّافة والكواكب محل الإيمان بالله، ويضعف اليقين بأنّ كل الأمور هي بيد الله.
والنتيجة هي ضعف الإيمان بالله نفسه، عدا حصول أذى نفسي وروحي وجسدي محتّم، لأن المؤمن يعرّض نفسه لتأثير الأرواح الخبيثة، التي هي وراء جميع ممارسات الغيب.
وسوف يصعب التحرّر من آثار ممارسات الغيب بالرغم من توبة المؤمن لأنّ الأذى الناجم يحتاج إلى صلوات وأصوام طويلة الأمد لتحقيق التحرّر.
فليس من السهل الشفاء من سم الحية المميت.
وخبرتي أنّ كثيرين يعانون الخوف والقلق وأعراضاً نفسيّة وروحيّة موجعة، وشتائم وأفكار دنس وشك بالله تأتي لاإراديًّا ويصعب التخلّص منها، وأفكاراً بالسجود لإبليس.
فلا يكفي القول "كذب المنجمون"، لأنّ أذيّة محتّمة تحصل من جرّاء أفعالهم، بما في ذلك الإستماع إليهم وقراءة كتبهم.
وما إعتقده البعض تسلية يوقعهم في مهاوي لا تخطر على بال.
ويلجأ البعض إلى عرّافين آخرين للشفاء والتحرّر، فتزداد حالهم سوءاً ، لأنه لا شفاء إلّا بالتوبة واللجوء إلى خلاص المسيح.
الصورة : المجوس الساجدون للكواكب يأتون للسجود للمسيح.
/الأب أنطوان يوحنا لطوف/