صح أم خطأ :
"سعادتي تتوقف على وجود شخص في حياتي"؟ خطأ.
الصحيح: "سعادتي تتوقف على وجود شخص مناسب وعلاقة جدية في حياتي".
من دون ذلك، العواقب موجعة.
وسبب الوجع أن كثيرين يضعون العربة قبل الحصان، فيعطون إعجابهم وموافقتهم للآخر قبل أن يتعرفوا عليه كفاية، فيسلب قلبهم.
ويحدث الوجع عندما يكتشف أحد الطرفين، ربما بعد أشهر، أنه في علاقة مع شخص غير مناسب.
ويصعب على أحدهما أو على كليهما التراجع بسبب التعلق والإعتياد وخشية الوقوع في الفراغ.
الموقف السليم هو التروّي والإنتظار والتعارف الهادئ البعيد عن التسرّع والعاطفيّة والإستسلام لتجارب الجسد.
التعارف يتطلّب وقتاً كثيراً يكون فيه الطرفان في حذر من الإنجراف وراء العاطفة.
فالقاعدة الذهبيّة هي : التعارف الواعي والكافي، والإنتظار ثم الإنتظار ثم الإنتظار، قبل إعطاء القلب للآخر، وإلا نكون كمن يقع في حب شخص غريب أو شبه غريب.
فمعظم أوجاع الحب سببها التورّط عاطفياً قبل التعارف الكافي.
ويكون الوجع أكبر عندما التورّط العاطفي الذي في غير محله مع شخص غير مناسب، يجر إلى علاقة جسدية.
وهنا يخادع الكثيرون أنفسهم بأن الآخر سيتغير، أو أنهم يستطيعون تغييره.
وهذا التفكير يؤدي إلى الخيبة، فلا أحد يتغير ولا أحد يغير أحداً.
وبدلاً من خداع الذات على هذا النحو، الأحرى بالشخصين التعارف جيداً والتأكد أنه ليس هناك أمور تشكّل عائقاً للعلاقة تتطلّب تغييراً.
العلاقات ليست للتسلية وتمضية الوقت، ولا لأجل المتعة الجنسية.
العلاقة ليست غاية بحد ذاتها، بل يجب أن تكون جديّة وقائمة على وعي وتعارف صحيح وطويل الأمد وهادفة لأجل المستقبل، وإلا نهايتها موجعة.
آخر العلاقة غير السليمة جرح، وآخر العلاقة التي دخلتها الخطيئة جرح أكبر.
والعلاقة الأسلم هي القائمة في يدي المسيح والتي يحياها الطرفان تحت نظره، ويتناولانها بالصلاة لكي يمنحهما الله وضوح الرؤية ويتمّم مشيئته في حياتهما.
#الأب أنطوان يوحنّا لطّوف
/خدّام الرب/