هذا القول يناقض معنى الصوم كما حددته شريعة موسى، وحدده الرب يسوع.
في العهد القديم صام الشعب في إبان الأخطار والأزمات لإستدرار مراحم الرب ونجدته وإلتماساً لمغفرة الخطايا، كما في قصة النبي يونان.
وفي ظروف وأزمنة معينة أوصت شريعة موسى بالصوم.
في العهد الجديد سأل اليهود يسوع "لماذا تلاميذ يوحنا المعمدان يصومون وتلاميذك لا يصومون"؟ وكان الفريسي في مثل الفريسي والعشار يصوم "في الأسبوع مرتين".
وقال يسوع عن بعض الأرواح الخبيثة "هذا الجنس لا يخرج إلاّ بالصلاة والصوم".
ويسوع صام أربعين يوما إستعداداً لمواجهة إبليس.
منذ فجر الكنيسة مارس المؤمنون الصوم كفعل عبادة بموازاة الصلاة.
وأدرك الرهبان الفاعلية القوية جداً للصوم المقرون بالصلاة.
فتقشفوا في نوعية طعامهم وفي الكمية وعدد الوجبات.
وإكتفى كثير منهم بوجبة واحدة يتناولونها عند غروب الشمس.
فالصوم هو جزء من الجهاد الروحي لردّ التجارب وهجمات الأهواء ومكائد الشياطين.
ولهذا حدّدت الكنيسة أزمنة صوم، تكون أزمنة توبة وتقرب من الله، ومنها الصوم الكبير.
لهذا، الدعوة إلى إستبدال صوم الطعام بصوم اللسان والنظر والشهوات هي باطلة.
فلِكَي يتمكن الشخص من أن "يصوم" عن الشهوات عليه أن يصوم عن الطعام.
لصوم الطعام أمد محدد، أما محاربة الشهوات فليس لها أمد محدد، حيث نعود ونتراخى عند إنتهاء "الصوم".
فلا يكفي القول "صوم عينك ورغباتك والحسد الطمع والحقد".
نعم يجب أن نفعل ذلك، لكن هذه لا تغني عن الصوم كما أوصى به الله والكنيسة ومارسه آباؤنا القديسون.
/الأب أنطوان يوحنا لطوف/
أضغط هنا... للإنتقال إلى صفحاتنا على سوشيال ميديا