يتّفق المسيحيون والمسلمون على فكرة مفادها أنّ الله إمتحن إيمان إبراهيم النبي، عندما طلب منه التضحية بإبنه لإرضاء الله.
ويتّفقون كذلك، على أنه عندما لبّى إبراهيم طلب الرب، وحمل السكين ليذبح إبنه ويقدّمه قرباناً للّه، قال الله لإبراهيم :
"لا تمدّ يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئاً. لأني قد علمت أنك خائف الله فلم تمسك إبنك وحيدك عنّي. فرفع إبراهيم عينيه ونظر، فإذا كبش وراءه ... فأخذ الكبش وقدّمه ذبيحة للّه عوض إبنه". ( تكوين 22: 1-14).
لكن المسلمين والمسيحيين يختلفون في من هو هذا الإبن.
يعتبر المسلمون أنّ الإبن المضحّى به هو "إسماعيل".
بينما يعتبر المسيحيون أنه "إسحق".
١- من هو إسحق ومن هو إسماعيل؟ وما أساس القصة؟
لم يرزق إبراهيم النبيّ من زوجته سارة بأولاد.
وكانت لسارة جارية مصريّة إسمها "هاجر".
فقالت سارة لإبراهيم :
"أدخل على جاريتي لعلّي أرزق منها بنين" فسمع ابراهيم لقول سارة . ( تكوين ١٦ : ١ – ٣ ) .
فحبلت هاجر وولدت له إسماعيل ( تكوين ١٦ : ١١).
وقال الرب لهاجر :
"تكثيراً أكثر نسلكِ... ها أنتِ تحبلين وتلدين ولداً إسمه إسماعيل، وإنه يكون إنساناً وحشياً. يده على كل واحد ويد كل واحد عليه. ( تكوين ١٦ : ١١-١٢).
وبعد ١٣ سنة ، إفتقد الرب "سارة" زوجة إبراهيم ، فحبلت وهي في التسعين من عمرها، وولدت "إسحق" وكان عمر إبراهيم مئة عام (تكوين ٢١ : ١- ٤)
ولمّا ولّد ذلك الغيرة في نفس سارة ، فقد طلبت من إبراهيم إبعاد "الجارية وإبنها" إسماعيل.
فحزن ابراهيم ، لكنه إمتثل لقول زوجته، وصرف هاجر وإسماعيل إبنها.
لكن الرب قال لهاجر : "قومي إحملي الغلام وشدي يدك به. لأني سأجعله أمة كبيرة". ( تكوين ٢١ : ١٨).
وهربت هاجر بإتجاه "الصحراء" (وحسب سفر التكوين هربت إلى "بريّة فاران" ، وإختلف العلماء في تحديد فاران ، فمنهم من إعتبرها غرب مكة، ومنهم من إعتبرها شرق سيناء) .
يعتبر المسلمون أنّ الإبن الذي أراد إبراهيم التضحية به هو "إسماعيل إبن هاجر" وليس "إسحق إبن سارة".
بينما يقول المسيحيون أنه "إسحق" .
٢- الروم يسمّون العرب ب"ذريّة إسماعيل" :
ولمّا كانت هاجر وإسماعيل قد هربا بإتجاه شبه الجزيرة العربية ، فإنّ التقليد درج على إعتبار "العرب" هم المقصودون بنسل "إسماعيل".
لذلك، فإنّ مصادر الروم الأولى ، أطلقت على المسلمين العرب لقب "الهاجريين" و"الإسماعيليين" أو بني إسماعيل.
وعندما يتحدّث القدّيس يوحنا الدمشقي (+٧٤٩ م ) عن العرب والإسلام يقول حرفياً :
"إنهم يستمدون أصلهم من إسماعيل ، الإبن الذي أنجبته هاجر لإبراهيم، ولذلك يدعون "هاجريين" و"إسماعيليين" على السواء، ويسمّون كذلك "سراكنة" لأنّ سارة طردتهم مجرّدين من كل شيء".
كذلك يصفهم ثيوذوروس أبو قرة ( + ٨٣٠ م) ب"الهاجريين"، وإمبراطور الروم نيكيفوروس فوكاس (+ ٩٦٩ م) يسمّيهم "ذريّة إسماعيل".