يمضي صيام المسيحيين من دون أن نشعر.
بل أراهن أنّ الكثيرين لا يعلمون أصلاً بأنّ صيام إخواننا المسيحيين قد بدأ منذ عدّة أيّام.
فلم يترجّل أحد منهم من سيارته في منتصف الشارع ليشتم أم وأخت أحد السائقين ويتبع الشتائم بعبارة “أنا صايم لا تخليني أفطر”..
لم يقرع أحدهم زميله الذي يتناول أمامه ساندويشة ويطالبه بإحترام مشاعره.
لم “يحملونا جميلة” بسبب صيامهم ويتذرعوا به لتبرير تقصيرهم في أداء عملهم..
أتعرفون لماذا؟
لأنهم يصومون, وهو قرارهم ولا يحملون غيرهم تبعاته.
لأنّ حياءهم حقيقي لا تخدشه قطعة لحم يتناولها أحدهم أمامهم بشراهة.
وعندما نصوم نحن، نفرض عليهم حصاراً إجبارياً.
لأن إحترام المشاعر عندنا ليس للإنسان بل لعدد الفئة التي ينتمي إليها الإنسان.
فالأكثرية تطالب بإحترام مشاعرها وتضرب عرض الحائط بمشاعر“الأقليّة”!
ثم وبعد كل هذا الصمت يحرمون تهنئتهم بأعيادهم!!
فشكراً لكل من صام في صمت, فالصمت في العبادات صيام.
فلنحترم مشاعرهم مثلما نطالبهم بإحترام مشاعرنا.