الشكّ إعتقادٌ بخيانة أو أذيّة لا برهان لها.
ومراقبة الآخر بريبةٍ تُضعِف الحبّ، وأيّ تحرّك للآخر، ولو طبيعيًّا، يستبقه الشكّاك بفرضيّة الخيانة.
ومن الأسباب المرض النفسيّ كالبارانويا paranoia، وألتملّك (يعتقد أنّ شريكه ملكه فيراقبه ويضيّق عليه)، وخبرات خيانة سابقة تعرّض لها الشكّاك من آخرين، وتوجّسه من ماضي شريكه العاطفيّ (يشكّ باتصاله بشخص عرفه قبل الزواج)، وإحساسٌ بضعف محبّة الآخر له يفسّره بوجود خيانة؛ والنّميمة المُغرِضة لأجل الأذيّة والفُرقة.
وإبليس أبو الشكوك فهو شكّك حوّاء بكلام الله.
وهو يغرس شُكوكًا لا أساس لها فيصعُب التحرّر منها حتّى بالمنطق والإثبات.
فكلّ شك هو من إبليس ويستغلّه إبليس ليقضّ مضجع الشكّاك ويعذّبه بالحَيرة ويُضعِف محبّتَه للآخر ويسبّب الفرقة (والعَدَاوة أحيانًا) ويخرب العلاقة.
وأسوأ شرّ يفعله الشكّاك أن يتصرّف بسلبيّة وعدائيّة ويشهّر بشريكه ويخرب علاقاته به ذبيحةً لإبليس.
وعندما تبان له الحقيقة يفوتُ أوانُ إصلاح الأمور. فالشريك البريء يعيش في ألم وقد لا يحتمل الشكّ طويلًا فيقرر الإنفصال.
فالشك أداة خراب بيد إبليس، "والويل لمن تقع على يده الشكوك خيرٌ له أن يعلَّق في عنقه حجر الرّحى ويُطرح في البحر".
والمقصود بهذا أولًا إبليس أبو الشكوك، وأيضًا مَن يُضمر شكًا لا أساس له ويُصرّ على شكه ولا يصغي لإثباتٍ ومَنطق.
فليطلب من الربّ أن يُظهِر له الحقيقة، ومتى ظهرت، فلا يصرّ على شكوكه، لأنّ شكّه بعد ذلك هو تسلّط من إبليس.
والربّ الذي قال "أنا الحقّ"، فليحرّر كلّ شكّاك من حيرته وعذابه ليكون في سلام مع نفسه والله والشريك.
/الأب أنطوان يوحنّا لطّوف/