كلامكم هذا يعني أنّكم تعتبرون جميع الأديان متساوية، مع إحتمال أن لا يختار الولد شيئًا، أو حتّى أن يختار الإلحاد ومعاداة الكنيسة وعبادة الشيطان.
إنَّ أثمنَ ما مَنحَنا الله هو الإيمان بالمسيح والخلاص بالمسيح، لأنّنا بفداء المسيح على الصليب وموته وقيامته نلنا الحياةَ الأبديّة.
وإنَّ أثمنَ ما يمكن أن تعطوه للولد الحديث الولادة هو سرّ العماد المقدّس، فيلبس المسيح ويتحرّر بماء العماد وميرون التّثبييت من عبوديّة إبليس ويصير بمنجاةٍ من هجماته وأذيّته.
وتَعميد الطفل الحديث الولادة هو مقدّمة لكي يربّيه أهله على معرفة المسيح ومحبّته، فيتهيّأ بذلك لكي ينال الخلاص بالمسيح؛ ويتعلّم أصول الحياة الروحيّة، وكيف يكون مسيحيًّا صالحًا يمارس الصلاة والأسرار ويتجنّب الخطيئة ويقاومُها ويتوب عنها.
وواضِحٌ أنّ الأهل، قائلي هذا القول، لن يربّوا أولادهم على معرفة المسيح ومحبّته، فيُجرِمون بذلك تجاه أبنائهم إجرامًا حقيقيًّا، لأنّهم يحرمونهم نعمةَ الخلاص بالمسيح ويتركونهم يكبرون وهم عرضةٌ لهجمات ومفاسد شتّى، إيمانيّة وأخلاقيّة، وقد يحرمونهم الحياة الأبديّة، وهنا الجريمة الكبرى.
عندما يقولون لأبنائهم "لم نُعمّدكُم لأننا أردنا أن تختاروا بأنفُسِكم المعتَقَد الذي يناسبكم"، فهم يقولون لهم ضمنًا إنّ جميع العقائد والأديان متساوية؛ وبينما الأولاد يكبرون، لن يكون عندهم إيمان مسيحيّ ولا أخلاقيّة مسيحيّة، وهذا هو الخرابُ بعينه.
وإن كان الأهل الذين يُعمدون أولادهم، ويقصّرون في تربيتهم مسيحيًّا، يرتكبون خطيئة جسيمةً، فكيف تكون حال الذين لا يعمّدون أولادهم ولا يربّونهم مسيحيًّا؟ هؤلاء يرتكبون خطيئة فظيعة لأنّهم يعرّضون أبناءهم لمفاسد العقائد، وما أكثرها، وللانحراف عن الأخلاق المسيحيّة.
ويقينًا فالدّعاية والإعلام ووسائل التّواصل لن تترك الولد في مأمن من الأذى إيمانيًّا وأخلاقيًّا.
عندما يكبر الأولاد وهم غير معمّدين، وأهلُهم لا يمارسون إيمانهم ولا يكونون لهم قُدوةً في الإيمان وممارسة الأسرار، فسوف يصعُب على الأهل إصلاح ما اقترفوه من أذيّة تجاه أولادهم.
ولا يَقُلْ أحدٌ أنّهم لن يتركوهُم من دون تربية أخلاقيّة، لأنّه من دون المسيح تصعُبُ تربيتُهم أخلاقيًّا.
وإذا كان الأهل من ذوي التّقوى يجدون صعوبة في تربية أولادهم إيمانيًا وأخلاقيًّا، فكيف تكونُ الحال مع أهلٍ بعيدين عن الإيمان.
هؤلاء الأهل سوف يتحمّلون العاقبة، عندما يكبر أولادهم، وتتجلّى في سلوكهم مظاهر مثل معصية والديهم ومعاشرة أهل السوء.
عندها يُدرك هؤلاء الأهل أنّهم جَلبوا على أولادهِم وعلى أنفسِهِم سوءَ العاقِبة، ويَثبُتُ لهم، لكن متأخّرًا، فسادُ وبطلان مقولة "لا نُعمّد الولد بل يُقرّر عندما يَكبُر".
فهذه المقولة هي بابٌ عريضٌ لفسادِ الإيمان وإبطال الأخلاق عند الأبناء، وخروجهم عن إيمان وأخلاق المسيح وعن الكنيسة.
/الأب أنطوان يوحنّا لطّوف/