هناك دائماً الخطر أن ينحدار مستوى الحوار، حتى بين الزوجين الأكثر رقياً، والأسباب هي غالباً وجود أزمة يصعب حلّها.
وإذا طال أمدها يزداد التوتّر ويميل الشريكان إلى الإنفعاليّة والتسرّع وعدم التفكير الكافي وتبادل الأحكام المجحفة والدينونة والإتّهام.
ويتحوّل الحوار الراقي الذي إعتاده الشريكان إلى غضب وإنفعال وتبادل كلام تجريح وتعابير نابية غير مألوفة وغير مقبول قولها ولا سماعها في الظروف العادية.
وإنحدار الحوار إلى هذا المستوى قد يولد نفوراً بين الزوجين، بدرجات، ونقمة ورغبة في ردّ الكلام بمثله، بل وبأشدّ منه عنفاً وقسوة.
وليس هذا سوى تغييب للشركة والمودّة الزوجيّة، من دون إيجاد حلول للأزمة التي أدّت إلى تردّي الحوار وهبوطه إلى هذا المستوى.
إنّ هبوط الحوار على هذا النحو هو هبوط لمستوى العلاقة الزوجيّة، وللروابط الزوجيّة، أي هبوط للزواج نفسه، وعلامة إهمال وجهل وعدم دراية، وفشل للزوجين.
وأن يعيش الزوجان لأمد طويل على هذا المستوى المنحدر من الحوار، فذلك نذير برود وتفكّك، ومجلبة شقاء لهما.
لا يخلو أي زواج من الأزمات على أنواعها، وفي وقت الأزمة ، مهما طال أمدها، التحدّي أن يواجه الشريكان الوضع بالصلاة والصبر وإلتماس مشورة الربّ وحكمته ومشيئته، وهو يعينهما في إيجاد الحلول المناسبة.
والمهم بعد ذلك أن يسامح واحدهما الآخر لأجل إنفعاله وتجريحه وقسوة كلامه، قاصدين أن لا يتكرّر ما حصل، وأن يحفظا الحوار بينهما على أرقى مستوى ممكن، فرقي الحوار بينهما يحدد مستوى رقيهما الشخصي، ومستوى رقي زواجهما.
/الأب أنطوان يوحنّا لطّوف/