انحكى كتير بالإعلام عن "سفاح القاع" عن "مغتصب أطفال" عن شخص إسمو الياس ضاهر عسكري متقاعد أعزب قاعد لحالو ببيت أهلو بشارع إسمو "الحواض" كان ولاد الضيعة يسهروا عندو ويدخنوا الأرغيلة.
بس بدي إحكي بهالموضوع عن كم شغلة بتشغل الرأي العام وبينسوا الجوهر وبيصير الإهتمام بالقشور والسبق الإعلامي أو لتّ الحكي.
الرأي العام حكي عن الياس وإنّو مسيحي وبيميل لحزب معين، نسوا إنّو إغتصاب الأطفال جريمة موجودة وين ما كان بكل الضيع والحارات والشوارع، فوق السطوح وتحت الدراج، بالحانات والبارات والدكاكين وبكل الأديان والطوايف والمذاهب.
الرأي العام حكي عن الياس والإسم بيوحي بالنضافة والآدمية والأخلاق، نسوا إنّو الإسم ما إلو علاقة بالشخص يمكن الإسم حلو والداخل مدوّد ويمكن الإسم بشع والداخل مجوهر.
الرأي العام حكي عن الياس ضاهر وصارت العيلة كلها والضيعة كلها ببوز المدفع وكل مين إسمو الياس ضاهر متهم!!
إذا ضيعة فيها أربعين ألف نسمة وواحد ارتكب جريمة مش الكل مجرمين وإذا واحد خالف مش الكل مخالفين، وإذا واحد متّهم بالإغتصاب مش الكل سفّاحين!!
الأخطر من هيك إنّو الضحايا صاروا أرقام وألغاز، شي بيقول خمسين وشي بيقول أربعين أو ثلاثين أو خمسة أو إثنين، هودي الأطفال إلهن أسامي وهوية وعندن أهل وأمهات وآباء وأخوة وأخوات وقرايبين وأصحاب وأحلام ومستقبل، عندن كرامة وحاملين وجع تقل الجبال.
والأبشع من هيك إنّو يطلع نجوم ونجمات الشاشات والسهر ويبلشوا يحاضروا بالعفّة وإنّو المثليّة مش خطيّة الخطيّة التستر عن جريمة الإغتصاب!!
أوف اوف.. صحيح إنّو لمن "بتوقع العنزة بيكتروا السلاّخين" لكن السلاّخين سلخوها وهي بألف خير، سلخوا الأخلاق والقيم والحشمة والإنسانية والعيلة والزواج والتربية والرجولية والشهامة والأنوثة والقداسة والجمال.
الشر ما بيتعالج بالشر والنار ما بتطفى بالنار والجريمة إلها أسباب لازم تتعالج لأنّو إذا توفرت وين ما كان بتتكرر وين ما كان.. المجرم إسمو مجرم وإلو عقاب بالقانون.
بس إجرام المجتمع وعهر المجتمع وكذب المجتمع مين بيعالجوا؟!
نحن مجتمع مريض ومجرم وبمية وج..
إذا إستشهد عسكري بالجيش اللبناني بنسأل دغري عن إسمو تنعرف دينو وطايفتو ومذهبو ومنطقتو وعيلتو.. كأنو إستشهد مش كرمال الوطن كلو!!
إذا صارت جريمة بنسأل عن إسم المجرم بالأوّل، إذا مش من طايفتنا منشمت بكل طايفتهن وإذا مش من دينّا منشمت بكل ديانتهن وإذا مش من ضيعتنا منشمت بكل ضيعتهن.. والسبق بيصير: نحن مناح وهني زعران...
يا عيب الشوم!!
كل هالضجّة ع "سفّاح القاع" كرمال شو؟ ما فيكن تشوهوا تاريخ "القاع" ضيعة الصمود والأبطال، بلدة الشهداء وخزان الجيش..
إذا كان التستر جريمة كمان التشهير جريمة
وإذا كانوا الأطفال ضحايا كمان الضيعة ضحيّة وإذا كان الياس سفّاح خلّي العدالة تاخد مجراها وإذا كان مجرم خلي القانون يعاقبوا وهيدا إختصاص القاضي بالمحكمة ومش إختصاص رقاصات ورقاصين الأفاعي.
الأهل كمان عندن إختصاص ودور وبيتحملوا مسؤولية التربية والتوعية والإرشاد والمتابعة والسهر والمراقبة.
بس الأهم من كل شي مين عم يتابع الضحايا؟ لأنو هالجرح بيضل ينزف طول العمر، وعلاجن واجب عالدولة والجمعيات وأهل الاختصاص.
والتعويض عن ألمن النفسي والإجتماعي بيكون بعلاجن الجدّي واحد واحد وكمان بعلاج أسباب الجريمة من الجذور.
كل الأطفال "امراء وملوك" إلن حق يعيشوا ببيئة نضيفة وجو حلو، إلن حق علينا كلنا بكل الضيع والبلدات والحارات والاحياء يكون عندن مساحات آمنة تيلعبوا ويتسلوا ويفجروا مواهبن بالمدارس والملاعب والكنائس والجوامع والطبيعة.. إلن حق يكون عندن عيلة متماسكة من بي وأم وأخوة بيجمعهن الحب والإلفة والتضامن مش الخناق والخلاف والهجر والطلاق والخيانة والعنف والتعتير.
إلن حق يكون عندن رِفقا من عمرن يلعبوا سوى ويكبروا سوى.
إلن حق يكتسبوا المعرفة والمهارة والشخصيّة من دون تمييز أو تعنيف أو تجريح أو نبذ، يعني ينقَبلوا متل ما هني من دون تنمر أو تحقير بقدراتن وإمكانياتن..
إلن حق يعرفوا يميزوا من هنّي وزغار بين الصديق المنيح والصديق الغدّار، بين الحركة البريئة والحركة المش بريئة.
إلن حق يعرفوا يدافعوا عن نفسن من هني وزغار من الصف الأول لمن بيتعرضوا للتحرش أو إنتهاك مناطقهن الخاصة وهيدا واجب الإم والبي والمدرسة.
ممكن هالمجرم السفّاح يكون ورا كل باب من بيوتنا ويمكن هالضحيّة تكون ولد من ولادنا "ما حدا فوق راسو خيمة" خلينا نتحمّل مسؤولية بلا شماتة وطق حنك ونواجه الحقيقة بالحقيقة والشر بالخير والعتمة بالنور والمرض بالدوا والحرب بالسلام.
/الخوري كامل كامل/