كم من مرّة نشعر داخليًّا بأننا مستبعدون بسبب خطايانا، وقد اقترفنا منها الكثير، اقترفنا منها الكثير… والرب يقول لنا: “تشجّع! تعال! أنت لست مستبعدا أو مستبعدة بالنسبة لي.
تشجعي يا ابنتي.
أنت ابني، أنت ابنتي”.
هذا هو وقت النعمة، ولحظة المغفرة، هذا هو وقت الدخول في حياة يسوع، في حياة الكنيسة.
هذا هو وقت الرحمة.
واليوم، لكلّ واحد منّا، نحن الخطأة، أكُنّا من كبار الخطأة أو من صغارهم -ولكنّنا كلّنا خطأة- لكلّ واحد منّا يقول الرب:
“تشجّع، تعال! لستَ بعد مستبعدا، لستِ بعد مستبعدة: أنا أغفر لك، وأنا أعانقك”.
هكذا هي رحمة الله.
علينا أن نتحلّى بالشجاعة وأن نذهب إليه، وأن نطلب الصفح عن خطايانا ونمضي قدما.
بشجاعة، كما فعلت هذه المرأة.
حينئذ، تأخذ كلمة “خلاص” دلالات متعددة: الأولى شفاء المرأة؛ ثم تحررها من التمييز الاجتماعي والديني؛ وأيضًا تحقيق الأمل الذي كانت تحمله في قلبها، بمحو مخاوفها ويأسها؛ وأخيرا، بإرجاعها إلى المجتمع، وتحريرها من الحاجة للتصرف في الخفاء.
وهذا الأمر الأخير هو مهم: الشخص المستبعد يتصرف دومًا في الخفاء، في بعض الأحيان أو طيلة الحياة: لنفكر في المصابين آنذاك بمرض البرص، وفي الأشخاص الذين لا مأوى لهم في أيامنا هذه…؛ لنفكر في الخطأة، نحن أيضًا خطأة: ونقوم دومًا بأعمال في الخفاء؛ إننا بحاجة إلى أن نفعل شيئا في الخفاء، لأننا نخجل مما نحن عليه … يسوع يحررنا من هذا، إنه يحررنا ويقيمنا: “قم، تعال، قف!”.
كما خلقنا الله: لقد خلقنا الله قياما، لا مُهانين.
قياما.
إن ما يمنحه يسوع هو خلاص كامل، يعيد دمج حياة المرأة في مجال محبة الله، وفي الوقت نفسه، يعيد لها كرامتها الكاملة.
باختصار، ليس الرداء الذي لمسته المرأة هو الذي وهبها الخلاص، إنما كلمة يسوع، التي قبلتها في الإيمان، فهي التي كانت قادرة على منحها التعزية، والشفاء واستعادة علاقتها مع الله وشعبه.
يسوع هو مصدر البركة الوحيد الذي منه يتدفق الخلاص لجميع البشر، والإيمان هو الشرط الأساسي للحصول عليه.
مرة أخرى، يحدد يسوع، بسلوكه الرحيم، للكنيسة الدرب الذي عليها أن تسلكه للوصول إلى كل شخص، كي يتمكن كل انسان من أن يشفى في الجسد وفي الروح وأن يستعيد كرامة أبناء لله.
شكرًا.
إن الخلاص الذي يمنحه يسوع هو خلاص كامل، يُعيد الشخصَ لمحبة الله، ويمنحه مجددا كرامته الكاملة.
أن لقاء يسوع بهذه المرأة يؤكد أنه هو مصدر النعمة الوحيد الذي منه يتدفق الخلاص لجميع البشر، وأن الشرط الأساسي للحصول على هذا الخلاص هو الإيمان به.
إن يسوع، بسلوكه الرحيم هذا، يحدد للكنيسة الدرب الذي عليها أن تسلكه للوصول إلى كل شخص، ولتوصيل كل انسان إلى شفاء الجسد والروح وإلى استعادة كرامته كابن وكابنة لله، لا تستحي من طلب حاجتك من المسيح , وكـل من يطلب طلبتـهُ بـإيمـان يستجابُ لهُ.
فراح يقول للمرأة " إيمـانُـكِ شفاكِ " كما لو كان هو لا دخل له في الموضوع.
لكن الحقيقة هي " إن واهب الشفاء مستعدُُ دائمـاََ أن يهب كل واحد حاجته فهو ربُ الهبة والعطاءِ وذراعاه مفتوحتان دائمـاََ للجميع " ولكن شرط العطاء دائمـاََ وأبداَ هو الإيمـان , فبألإيمـان تستطع نيل الشفاء الجسدي وبهِ أيضاََ تحصل على الخلاص لكلا الروح والجسد وتظفر بملكوت السماء.
فلا تستحوا من إيمانكم ولا طلب حاجتكم من المسيح علنـاََ وامام كل البشر , فهو ينتظركم فاتحاََ ذراعاه ويقول تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين وثقيلي الاحمالِ وانـا أُريحكم وأشفيكم.
فهل قصدتموه يومـاََ بإيمانِِ ولم يستجيب ؟؟
عساه أن يعينكم قلةِ إيمانكم ويُشفي أرواحكم وأجسادكم. آمــــــــــــين.