بهذه المبادرة الإلهيّة الشاملة لشخص المقعد استبق الرب يسوع عمل الفداء الذي هو خلق الانسان من جديد.
يسوع هو ايقونة الفداء باتخاذه الطبيعة البشرية التي رفعها الى مقام عظيم، دون ان يذيبها فيه.
"انه ابن الله الذي بتجسده انضمَّ نوعاً ما الى كل انسان : فاشتغل بيدي انسان، وفكرّ بعقل انسان، وعمل بارادة انسان، واحب بقلب انسان، وولد من عذراء مريم وصار حقاً واحداً منا ، مشابهاً لنا في كل شيء ما عدا الخطيئة.
وهكذا كشف بجلاء الانسان للانسان عينه وابان له سمو دعوته.
ولذلك لا يتضح سرّ الانسان الاّ في سرّ الكلمة المتأنس".
الفداء غفران وشفاء: غفران الله للخطيئة هو بداية الشفاء؛والمرض يصبح طريق التوبة أي الرجوع الى الله: حمل الرجال الاربعة ذاك المخلع الى يسوع أي " ارجعوه " اليه، فغفر له وشفاه.
وصلّى المخلع المتعافي صلاة حزقيا ملك يهوذا حين مرض وشفاه الرب من مرضه : " ها ان مرارتي تحولّت الى هناء ، لانك نجيّت نفسي من هوّة الهلاك ونبذت جميع خطاياي وراء ظهرك، الله وحده يغفر الخطايا.
يسوع المسيح ابن الله يقول عن نفسه " ابن الانسان له السلطان ان يغفر الخطايا على الارض " ومارس هذا السلطان الالهي: " مغفورة لك خطاياك".
واعطى سلطانه الالهي الى البشر، الاساقفة والكهنة، لكي يمارسوه باسمه في سرّ التوبة: "خذوا الروح القدس، من غفرتم خطاياهم تُغفر لهم، ومن أمسكتم عليهم تُمسك لهم ".
والمسيح الطبيب الذي تحنن على المرضى وشفاهم من جميع عاهاتهم، اعطى رسله وكهنة العهد الجديد هذا السلطان " اشفوا المرضى ، وارسلهم مشركاً اياهم بخدمة الرحمة والشفاء:" ومضوا يدعون الناس الى التوبة،ومسحوا بالزيت كثيراً من المرضى فشفوهم ".
ثم جدّد لهم هذا الارسال بعد قيامته: " اذهبوا في العالم كله، واعلنوا البشارة الى الخلق اجمعين.
والذين يؤمنون تصحبهم هذه الآيات: فباسمي يضعون ايديهم على المرضى فيشفون، آمــــــــــــين.