كما حمل الأصدقاءُ الأربعةُ المُخلع نحو الرب يسوع ، تحملنا الكنيسة نحن أيضاً نحو الشفاء.
هذه السواعد التي ترفعنا هي صلوات القديّسين، إخوتنا الّذين سبقونا الى دار الآب ولا يزالون مصليّن لنا.
هي القدّيسة الاعظم بين القديّسين، مريم أمّ يسوع، تضرع عنّا وتحملنا.
هؤلاء الأصدقاء هم أسرار الكنيسة، أدوات الخلاص الملموسة، بواسطتها يوصل الرّب نعمته لكلّ واحد منّا.
هي المعموديّة التي تدخلنا في حياة المسيح وتجعلنا أبناء لله.
صلاتنا اليوميّة التي تعبّر عن محبّتنا ليسوع، وعلى اهتمامنا لوجوده في حياتنا، هي إعلان دائم أنّنا بحاجة اليه، وأن صداقته ومحبّته أساسيّان بالنسبة لنا، فوجودنا يكون تافهاً وفارغاً إن غاب يسوع عن حياتنا.
الإيمان هو التزام وصراع روحيّ: لو عاد الأصدقاء أدراجهم أمام العائق الأوّل لما نال صديقهم الشفاء.
لم يخشوا الجمع بل تحدّوه، تسلّقوا البيت وثقبوا السقف ودلّوا السرير أمام يسوع.
هذا هو حالنا في حياتنا اليوميّة، عقبات تعترضنا، أسئلة لا نجد لها جواباً، تعترض على قسوة الحياة تضرب بريئاً فثور على الله ويتزعزع إيماننا، نمرض أو نفقد عزيزاً فنلقي بالّلائمة على الله، نمرّ بحالات ضيق أو خطر فيُغضبنا عدم تلبية الرّب لرغباتنا وحاجاتنا.
هي كلّها عقبات أمام إيماننا كما كانت الجموع عقبة أمام الأصدقاء المؤمنين.
هي عقبات نحن مدعوّون لتخطّيها، عالمين أن الله حاضر، وهو ينتظر، ويغفر ويشفي.
لقد حمل الأصدقاء الأربعة صديقَهم المريض فنال الشفاء، وحملوا الجموع كلّها فمجّدوا الله، إن مثابرتهم وجهادهم أوصل رسالة المسيح الى الجمع فمجّد الله، وهكذا إيماننا اليوم، نحمل عالمنا المريض ونضعه أمام المسيح، نحمل شكّ إخوتنا وقلّة إيماننهم، ونجعلهم يمجّدون الله حين يرون فرح الشفاء الّذي نلناه من يد الرب.
إبن الإنسان له السلطان أن يغفر الخطايا على الأرض اليوم، ومن خلال الكاهن: إيماننا هو أن المسيح بعظيم رحمته اختار الرسل ليكملوا عمله على الأرض، واختار الكهنة ليكونوا باسمه خدّام الجماعة، يوصلون كلمة الرّب الى الإخوة، رسالة المغفرة الى الخطأة، شفاء القلب والجسد الى المتألّمين . آمــــــــــــين.