هو الأحد والأسبوع الأخير من زمن الصوم قبل أحد الشعانين واسبوع الآلام.
تذكر فيه الكنيسة آية شفاء الاعمى، بأمل استقبال الرب يسوع في احد الشعانين والولوج معه في سرّ آلامه الخلاصية برؤية جديدة، نكون قد اكتسبناها مما قدّم لنا الصوم الكبير من لقاءات شخصية مع الرب يسوع.
بفضل هذه الرؤية الجديدة نتمكن من تحقيق ما يدعونا اليه القدّيس بولس الرسول في رسالته “ان نهدم الافكار الخاطئة، وكل شموخ يرتفع ضد معرفة الله، وان نأسر كل فكر لطاعة المسيح، بين الجمع الكثير الذي كان يتبع يسوع، وهو خارج من اريحا، متجهاً الى اورشليم، واحد رآه على حقيقته هو الاعمى طيما بن طيما.
كلهم عرفوه بعيونهم انه يسوع الناصري، اما هو فعرفه بقلبه انه ابن داود.
ولما سأله يسوع: " ماذا تريد ان اصنع لك"، اجابه بما أملى عليه ايمانه من فهم: رابوني، أي يا معلم، ان أبصر، الرؤية الجديدة هي رؤية القلب، رؤية الايمان المقرونة برؤية العقل.
هذه هي هبة الفهم، احدى مواهب الروح القدس.
الرؤية الحقيقية ليست رؤية العين بل البصيرة الداخلية، بصيرة القلب والعقل: "اؤمن لأفهم"، حسب مقولة القديس انسلموس.
وجّه الرب يسوع ملامة اشعيا الى الذين ينظرون ولا يبصرون، يسمعون ولا يفهمون ( متى١٣ / ١٣ ): " سمعاً تسمعون ولا تفهمون.
هذا ما حصل مع الجمع الذي سمع صرخة الاعمى: " يا ابن داود ارحمني "! لكنهم لم يفهموا، بل " انتهروه ليسكت ".
كانت صرخته بمثابة نداء لهم من فوق، فلم يدركوه.
كانت مجرد صرخة سمعتها اذانهم، لا قلوبهم وعقولهم.
هؤلاء لم يرتدوا الى يسوع ليشفيهم من عمى قلوبهم وعقولهم، كما فعل الاعمى ليشفى من عمى عيونه، بعد ان شفي بالايمان بيسوع من عمى البصيرة الداخلية.
آية شفائه علمتهم ان الاعمى هو المبصر حقاً.
والتفت يسوع الى تلاميذه وقال: " اما انتم، فطوبى لعيونكم التي ترى ولآذانكم التي تسمع ".
العمى الحقيقي هو عمى الروح، منه يريد الرب يسوع ان يشفينا ، والبرهان هو آية شفاء الاعمى: بما انه يستطيع ان يعطي نوراً للعيون المنطفئة، يستطيع ايضاً ان ينير القلوب والعقول والضمائر المظلمة.