وحده يسوع قادر ان يعطينا اياها: " انا نور العالم ، من يتبعني لا يمشي في الظلام، بل يجد نور الحياة ".
ونصاب بالعمى الروحي، على صعيد الرجاء، عندما نقع فياليأس الذي هو انقطاع الانسان عن ان يترجى من الله خلاصه الشخصي، وعونه، او مغفرة خطاياه.
فاليأس خطيئة ضد رحمة الله وامانته لوعوده؛ وعندما نقع في الاعتداد المفرط بالنفس، بالامكانات الذاتية وبنيل الخلاص بدون العون الالهي، او الاعتداد بقدرة الله ورحمته التي لا تحتاج الى توبة الانسان لمغفرة خطاياه ، وبنيل المجد الابدي بدون استحقاق شخصي، ونصاب بالعمى الروحي ، على صعيد المحبة ، عندما نعيش في اللامبالاة بالله ومحبته ورسومه ، او في تجاهل مبادرة المحبة الالهية وقوة الفداء ؛ في نكران الجميل بعدم مبادلة محبة الله بالمحبة والطاعة لارادته ؛ في الفتور أي التردد واهمال الاستجابة للمحبة الالهية ؛ في السأم او الكسل الروحي برفض الفرح الآتي من الله ، وعدم الاندهاش لجمال الله وعظائم اعماله ؛ فيالحقد على الله بسبب الشر الموجود في العالم، وبسبب ان الله يحرّم الخطايا وينزل العقوبات.
هذا العمى الروحي يعطل الرؤية الانسانية والخلقية والاجتماعية، ويظهر في انحراف العلاقات مع الناس، وتدنّي الاخلاق، وفقدان الالتزام الاجتماعي الصحيح الرامي الى الخير العام، فتطغى الروح الاستهلاكية والاباحية والمنفعة الشخصية والفئوية على المستوى الخلقي والسياسي والاقتصادي والاعلامي.
ويؤدي بنا الى عدم القدرة على قراءة علامات الازمنة، وقراءة الاحداث الخاصة والعامة ، الاجتماعية والوطنية.
هذا الشخص هو ذاك " الاعمى الذي كان يجلس يتسول على جانب الطريق".
عنه كتب بولس الرسول: " اختار الله ما هو جاهل في العالم ليخزي الحكماء، واختار ما هو حقير في العالم وغير موجود ، ليُبيد الموجود " ( ١ كور١ / ٢٧ - ٢٨ ).
اجل، اختار الله ما يحسبه العقل " جهالة " و " عثرة " ليكشف لنا تدبيره الخلاصي.
هذا الاعمى، ببصيرته وشفائه، كشف للجمع حقيقة المسيح ورسالته، آمــــــــــــين.