أكّد آباء المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني هذه الحقيقة بالعودة إلى القدّيس أمبروسيوس: مريم أمّ الإله هي صورة الكنيسة على صعيد الإيمان والمحبة والاتّحاد الكامل بالمسيح.
بالإيمان والطاعة ولدت مريم إبن الله على الأرض.
والكنيسة تقتدي بمريم: فبسماعها كلمة الله والتأمل فيها وتتميم إرادة الآب بأمانة، تصبح هي أيضًا أمًّا، ذلك أنها بالكرازة والمعمودية تلد لحياة جديدة الأبناء الذين “حبلت” بهم بفعل الروح القدس، ووُلدوا من الله.
لكنّها في الوقت عينه عذراء تحفظ بالكمال والنقاوة الإيمان المُعطى لها من عريسها، يسوع.
ويضيف القدّيس أمبروسيوس أنّ الكنيسة اقتداءً بمريم أمّ سيّدها وبقوّة الروح القدس، تحفظ الإيمان كاملاً والرجاء ثابتًا والمحبة مخلصة (راجع الدستور العقائدي في الكنيسة، ٦٣-٦٤ ).
مضمون بشارة الملاك لمريم يحتوي على حقائق أساسيّة تنطلق من عمل الله فيها، إذ جعلها هيكل مجده، آخذًا منها جسدًا ليقود الجنس البشري إلى المجد: إنّها مدعوّة لتكون أمًّا، لكنّها تبقى عذراء.
الطفل الذي تحمله في بطنها هو ابن الله وابن الإنسان معًا.
اسم يسوع يشير إلى أعماله، كونه سيخلّص البشر من خطاياهم ويعيد خلق العالم إلى بهائه الأوّل، فمَن تحمله مريم في حشاها ليس إلّا خالق كلّ شيء.
الروح القدس الذي يحلّ على مريم ويجعلها حبلى بيسوع، يرمز أيضًا إلى حياتنا الجديدة وإلى تجديد البشرية.
فماء المعمودية هو مثل رحم العذراء. آمــــــــــــين.