فهي حاضرة في سرّه منذ ما قبل إنشاء العالم، وهي التي ميّزها الآب بنعمة خاصّة، فاختارها أمًّا لابنه المتجسّد، واختارها أيضًا الابن، في آنٍ مع الآب واستودعها منذ الأزل روح القداسة.
تسمية “الممتلئة نعمة” تعني كلّ المواهب الفائقة الطبيعة التي أغدقها الله على مريم باختيارها وإعدادها لتكون أمًّا للمسيح (رسالة القدِّيس البابا يوحنا بولس الثاني العامّة: أم الفادي، ٨-٩).
بشارة الملاك لمريم يحتوي على حقائق أساسيّة تنطلق من عمل الله فيها، إذ جعلها هيكل مجده، آخذًا منها جسدًا ليقود الجنس البشري إلى المجد: إنّها مدعوّة لتكون أمًّا، لكنّها تبقى عذراء.
الطفل الذي تحمله في بطنها هو ابن الله وابن الإنسان معًا.
إسم يسوع يشير إلى أعماله، كونه سيخلّص البشر من خطاياهم ويعيد خلق العالم إلى بهائه الأوّل، فمَن تحمله مريم في حشاها ليس إلّا خالق كلّ شيء.
الروح القدس الذي يحلّ على مريم ويجعلها حبلى بيسوع، يرمز أيضًا إلى حياتنا الجديدة وإلى تجديد البشرية.
فماء المعمودية هو مثل رحم العذراء. آمــــــــــــين.