لقد هيّأ الله مريم، نفساً وجسداً، لتكون مسكن القدوس.
فحيّاها الملاك مهنّئاً، لأنها “مملوءة نعمة” ( لوقا ١ / ٢٨ ) ذلك أنها افتُديت منذ اللحظة الأولى للحبل بها، فعُصمت من الخطيئة الأصلية، الموروثة من آدم وحواء، التي يولد فيها كل كائن بشري، وذلك بإنعام من الله القادر على كل شيء، واستباقاً لاستحقاقات يسوع المسيح مخلص الجنس البشري.
وهي عقيدة إيمانية أعلنها البابا الطوباوي بيّوس التاسع في ٨ كانون الاول سنة ١٨٥٤ .
إن قداسة مريم الكاملة أتتها من المسيح، الذي منه كل بركة روحية في السماء، والذي به ومن أجله اختارها الله، في سرّه المكتوم منذ الدهور، لتكون مقدسة وبدون عيب أمامه، بحبّ كبير.
في الواقع، بفضل انتصار المسيح على الخطيئة، وعصمتها من دنس الخطيئة الأصلية، لم ترتكب، بنعمة خاصة من الله، أي خطيئة شخصية طيلة حياتها على الأرض، كما علّم المجمع التريدنتيني.
فكانت “حواء الجديدة” التي صارت سبب خلاص، فيما حواء الأولى كانت سبب هلاك، كما ردد آباء الكنيسة: “الموت على يد حواء، والحياة على يد مريم” (كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، ٤٩٤ ).
لقد أبدعها الروح القدس، وجعلها خليقة جديدة.
ولذلك، لم تعرف فساد القبر والانحلال بالموت، بل رفعها الله بنفسها وجسدها إلى مجد السماء.
هذه عقيدة إيمانية أعلنها البابا بيوس الثاني عشر في أول تشرين الثاني ١٩٥٠. آمــــــــــــين.