أمام إرادة الله وتصميمه، الذي كشفه لها الملاك جبرائيل، أعطت جواب طاعة الإيمان: “أنا أمة الرب، فليكن لي حسب قولك” :لوقا ٢ / ٣٨ ).
وأدركت حقاً أن “ليس عند الله امر مستحيل”.
على هذا الإيمان طوّبتها اليصابات، وستطوبها جميع الأجيال.
وهو إيمان ثبتت عليه من البشارة حتى الصليب حيث رأت ابنها مائتاً فوق خشبة العار.
إيمان لم يتزعزع.
وهي لم تنقطع أبداً عن الرجاء بأن كلام الله سيتم.
ولهذا، تكرّم الكنيسة فيها أنقى تحقيق للإيمان والرجاء (كتاب التعليم المسيحي، ١٤٨ - ١٤٩ ).
مريم هي مثال الكنيسة والمؤمنين بإيمانها ورجائها ومحبتها.
مثال بتجاوبها مع النعمة الإلهية، وبجعل نفسها مسكن الله بين البشر، وبقبول إرادة الله كيفما تجلّت، وبالجهوزية للتعاون مع الله في تحقيق تصميمه الخلاصي.
إنّنا نكل إلى قلب مريم العذراء الطاهر،سيّدة لبنان، وطننا وبلدان الشرق الأوسط، مع كلّ ما نحمل من آمال وأمانٍ، راجين أن ترفعها إلى العرش الإلهيّ، ونحن نرفع نشيد المجد والتسبيح للثالوث القدّوس، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمــــــــــــين.