مريم العذراء شاركت في الفداء، وعبّرت عن حبّها لله.
فهي بتقديم ذاتها تقدمة كاملة لشخص ابنها وعمله الخلاصي أسهمت في سرّ الخلاص، بإيمانها وحبّها وطاعتها.
وظلّت متّحدة بشخص ابنها وعمله ورسالته منذ الحبل البتولي حتى موته على الصليب، مشارِكة بقلب الأمّ في ذبيحته، ومساهِمة في عمل الخلاص بشكل لا مثيل له، بخضوعها وإيمانها ورجائها ومحبّتها الحارّة، كي تعود الحياة الفائقة الطبيعة إلى النفوس.
جوهر الفداء هو في الحبّ والثقة المطلقة بالله، وفي بذل الذات كعلامة لهذا الحبّ.
مريم العذراء، وإن لم تمت على الصليب، فقد جسّدت في مراحل حياتها كلّها، وبخاصّة على أقدام الصليب، هذا الحبّ وهذه الثقة وهذا البذل بتقديم وحيدها.
وكما ساهمت حواء في خطيئة البشر في موتهم، فإنّ مريم ساهمت في فداء البشر وحياتهم، لأنّها أعطتهم الفادي.
ونحن أبناء مريم وبناتها، نجسدّ موقفها في حياتنا.
نشارك المسيح في عمل الفداء بقبول نعمة الفداء في حياتنا، وبدخولنا في تيّار حبّه، وفي قبول آلام الحياة وصعوباتها ومحنها، ونجعلها تعبير حبّ لله ولخلاص البشر.ويا مريم، منذ بشارة الملاك لكِ حتى موت ابنكِ يسوع على الصليب، إتمامًا لإرادة الآب، وفداءً عن البشرية جمعاء، كنتِ متّحدةً اتّحادًا تامًّا معه بالإيمان والرجاء والحبّ، وساهمتِ في عمله الخلاصي، وكنتِ شريكةً سخيّة في عمل الفداء.
ساعدينا حتى تنصهر إرادتنا مع إرادة ابنك الفادي، فتشعّ محبّته في قلوبنا، وقلوب جميع الناس.
مع هذا اليوم وفي ختام شهرك المُبارك لا تنتهي الصلوات بل تستمر لشهر إبنك الرب يسوع شهر حزيران شهر قلب يسوع المُبارك ولكل السنة.
وأتوجه إلى الأمهات.
على مثال مريم أم يسوع، وأم الكنيسة وأمنا.
ليكن مثال أمومتها الإنسانيّة والروحيّة خارطة طريق لتنشئة أطفالكِ ولبناء العلاقة معهم. آميـــــــن.