تكريس أيار لمريم لم يكن موجوداً في الكنيسة قبل القرن الثامن عشر، وقد بدأ العمل بهذا التقليد في العام ١٨٣٣ مع وصول راهب يسوعي من روما الى لبنان، يدعى ريمند استاف، حاملاً معه ايقونة للعذراء وضعها في كنيسة سيدة النجاة في بكفيا، وبدأ يحفّز الناس على تكريم العذراء وقد خصص هذا شهر أيار لها.
وهنا يشير الراهب اللبناني الماروني الأب إيلي قرقماز عبر "النشرة" الى أنه "دائماً وخلال السنة هناك أعياد مخصصة لمريم ولكن التركيز عليها في شهر أيار جاء من منطلق هذه اللوحة التي جيء بها من روما".
وتكريم العذراء بحسب قرقماز يأتي بأشكال مختلفة، وهو إختار أسلوباً مميّزا ومبدعاً للقيام بذلك عبر تصوير مزار سيدة حريصا من الجو، حيث سعى الأب قرقماز الى إظهار ملاحم الطهارة في وجه مريم هي التي يشرف تمثالها على خليج جونيه ليتعدّاه الى كل لبنان فيصحّ القول بأن "لبنان في حماية مريم".
ويشرح أنه "حاول بهذا العمل مساعدة اللبنانيين والمؤمنين بالنظر الى مريم العذراء بطريقة مختلفة وجذبهم عبر إستعمال ترتيلة يا مريم بصوت فيروز علّهم يتمكنون من الخروج من الصخب الذي يعيشون فيه بحياتهم ويفتشوا عن السلام بداخلهم فيتقرّبوا الى البتول والدة الإله وبالتالي الى الله أكثر فأكثر"، ويشير الى أن "الأم هي رمز الدفء والأمان والسلام والعذراء مريم هي أمنا التي حملت يسوع في احشائها ومعها سنشعر طبعاً بالسلام الحقيقي". آمــــــــــــين.