إنّهُ شهر مسبحة الورديّة المقدّسة يَطِّل علينا نَتبارك مِنّهُ.
“إن يسوع يحبنا لدرجة أنه يتماهى معنا، ويطلب منا أن نتعاون معه، ومريم تدلنا إلى ما يطلبه يسوع منا، أي أن نسير في الحياة، ونتعاون معه”.
إننّا نتلوا صلاة المسبحة الوردية، وهي صلاة جميلة وحيوية، حيوية لأنها تضعنا في تواصل مع حياة يسوع ومريم.
وتأملنا في أسرار الفرح التي تذكرنا بأن الكنيسة لا يمكنها إلا أن تكون بيت الفرح.
وقلب الأم مفتوح دائمًا لجميع أبنائها، للجميع بدون استبعاد أحد.
نحن هنا تحت نظرها الوالدي، هناك الكثير من الأدعية لمريم، ولكن هناك دعاء آخر يمكننا أن نقول إذ نفكر فيها كالعذراء التي تنطلق مسرعة، في كل مرة تحدث مشكلة ما، في كل مرة ندعوها فيها، هي لا تتأخر بل تأتي مُسرعة إنها “العذراء المسرعة”، هل يعجبكم ذلك؟ لنقل ذلك معًا: سيدتنا مريم العذراء المسرعة، التي تسرع لكي تكون بقربنا، والتي تسرع لأنها أم.
وهكذا رافقت حياة يسوع، ولم تختبئ بعد القيامة، بل رافقت التلاميذ، في انتظار الروح القدس، ورافقت الكنيسة التي بدأت تنمو بعد العنصرة.
إنَّها سيدتنا مريم العذراء المسرعة وسيّدتنا العذراء مريم التي ترافق! لم تكن أبدًا رائدة! وتصرف مريم الأم التي تستقبل هو مزدوج، أولاً تقبل يسوع ومن ثمَّ تدلُّ إليه.
إنَّ مريم في حياتها لم تفعل شيئًا سوى أن تدلنا إلى يسوع.
“افعلوا ما يقوله لكم”، اتبعوا يسوع، هاذان هما تصرفا مريم، لنفكر في ذلك جيّدًا، هي تقبلنا جميعًا، وتدلنا إلى يسوع، وتقوم بذلك بسرعة.
إن سيدتنا مريم العذراء المسرعة تقبلنا جميعًا وتدلنا إلى يسوع.
إن مريم حاضرة بيننا، لكي ينفتح عدم إيمان الكثير من القلوب على يسوع، وبحضورها هي تدلنا إلى يسوع دائمًا.
إنها دائمًا بيننا، إن يسوع يحبنا لدرجة أنه يتماهى معنا، ويطلب منا أن نتعاون معه، ومريم تدلنا إلى ما يطلبه يسوع منا، أي أن نسير في الحياة، ونتعاون معه.أريد كل واحد منكم في بيته او عمله أن ننظر إلى صورة مريم، ويفكر كلٌّ واحد منا بماذا تقول لمريم كأم، لنأخذ وقفة صمت وليسأل كل واحد منا العذراء في قلبه: “يا أمي ما الذي يثير اهتمامك في حياتي؟“ افعلوا ما يقوله لكم يسوع”، هي تدلُّنا إلى يسوع، ولكن الأم تقول ليسوع أيضًا: “افعل ما يطلبونه منك”.
هذه هي مريم.
هذه هي أمنا، سيدتنا التي تُسرع لكي تكون قريبة منا. لتباركنا جميعًا، آمــــــــــــين.