إنّهُ شهر مسبحة الورديّة المقدّسة يَطِّل علينا نَتبارك مِنّهُ.
إنّ مهمة مريم العذراء كأم نحو البشر لا تحجب ولا تنقص البتة من وساطة المسيح الذي قال فيه مار بولس الرسول انه الوسيط الوحيد بين الله والبشر.
بل بعكس ذلك تظهر قوة تلك الوساطة.
فكل تأثير خلاصي للعذراء في البشر لا يصدر عن ضرورة ما.
بل من رغبة في ذلك وعن فيض استحقاقات المسيح.
ان الله اختار مريم واصطفاها منذ الازل اماً ليسوع.
وهي اذ اشتركت اشتراكا فعليا اراديا بكل مراحل حياة ابنها منذ ولادته حتى الآمه وذبيحته على الصليب، فانطلاقا من هذا الاشتراك الفعلي الايجابي خاصة في ساعة الفداء اذ قبلت بتضحية ابنها من اجل البشر، تعلم الكنيسة انها اصبحت وسيطة الخيرات السماوية للمؤمنين.
ولهذا تحث الكنيسة ايضا على الالتجاء الى مريم وطلب شفاعتها التي لا ترد.
وبهذا المعنى يقول القديس برنردس: " امتلأت مريم نعمة لنفسها، ثم طفحت خيراتها وهطلت علينا بغزارة".
إنّ مريم العذراء هي المثال الاعلى لكل أم في الأرض كلها.
لان ثمرة احشاء كل أم هي هبة من السماء، يجب الاعتناء بها منذ تكوينها الى ظهورها للنور، و الاهتمام بنموها على مر الايام والسنين.
فالامومة مسؤولية عظيمة امام الله والكنيسة والمجتمع المدني.
وعلى الوالدين، و الام بنوع اخص واجب تحمل هذه المسؤولية و الرسالة بحب وعطاء وايمان.
ولتنظر كل ام في افراحها وفي صعوباتها الى الام المثالية السامية القداسة مريم العذراء , فتستمد منها الانوار والقوة والنعمة، آمــــــــــــين.
كما يقول مار افرام السرياني :
"إنّ مريم العذراء شفيعة المستوجبين الهلاك، هي مفتاح اورشليم السماوية وهي المشتركة في تحقيق المقاصد الالهية الخفية، والمساهمة في افتداء البشر وخلاصهم الابدي".
في ختام شهرها المبارك لا ننسى واجبانا الصلاة اليومية من خلال المسبحة، آميــــــــن.