إنّ دم يسوع الثمين ، مِن خلاله نالت البشرية خلاصاً وفداءً، وَمِن خلاله دخل اللصُّ ملكوتَ السماوات، ومِن خِلاله غُفِرَتْ خطايا المجدلية، ومن خلاله طُرِدَ الشيطان، ومِن خِلاله وَجَدَتْ النفوس تعزيةً وفرحاً لذا علينا أنْ نقدِّمَ الإكرامَ اللازمَ لهذا الدم الثمين في هذا الشهر المُبارك شهر تموز ، الذي به آمنّا، وبه كان لنا الخلاصُ، وبثقةٍ وإيمان،بما أنّ محبةَ يسوع عامة وهي تشمل الجميع، ويدعوهم مهما كَثُرَت خطاياهم إلى التوبة، ولكن ربما يخالجُ أحدَّنا الظنُّ بأنّ نفسَه بعيدةً عن أنظارِ الله، كلاّ فإنّ محبة دم يسوع الثمين ، فحبهُ لنا هو شبيه بالحبِّ الوالدي فهو حبٌّ شامل للكبار والصغار، وأمثلة كثيرة في الإنجيل تشرح لنا هذا الحب الشخصي، إنّه لم يلتقِ بِنتنائيل ولما رآه يوماً بصحبةِ فيلبس قال له: "إنني قبل أنْ يدعوكَ فيلبس وأنتَ تحت التينة رأيتُكَ" فلما سمِعَ نتنائيل كلام يسوع الذي أخبره بكلِّ ماضيه صرخ متعجباً: "يا معلم أنتَ ابنُ الله، أنتَ ملكُ إسرائيل (يوحنا ١ / ٤٩ )، وكذلك زكّا الذي كان يجهلُ يسوع صعِدَ إلى جمّيزةٍ ليراه فلما وصل المعلّم رفع طرفَه فرآه فقال له: "يا زكّا أسرِع وانزِل فاليوم ينبغي لي أنْ أكون عندك في بيتِكَ ، وأيضاً السامرية التي جاءت لتستقي ماءً صرخت وقالت: يا رب أرى أنّكَ نبي" نعم، هكذا يعرِفُنا يسوع وينادي كلُّ واحدٍ منا باسمِه كما نحن تحت أنظارِه، يعرفني كما عرِفَ نتنائيل وزكّا والسامرية وكما يعرف الراعي خرافَه هكذا يعرفني أنا أيضاً بما لي من صفاتٍ حسَنَة أو سيئة كما يعرف ضعفي وتجاربي وميولي ومع هذا كلُّه فإنّ حبَّ دَمَهُ الثمين يجعلُه أنْ يسهرَ عليّ لكي لا يأتي الشرير ويوقِعَنا في الشرِّ والخطيئة. آمــــــــــــين.