أرسل يسوع تلاميذه ليذهبوا ويعدُّوا المكان للاحتفال بعشاء الفصح.
لقد كانوا هم الذين سألوه: "إلى أَينَ تُريدُ أَن نَمضِيَ فنُعِدَّ لَكَ لِتَأكُلَ الفِصْح؟".
فيما نتأمل في حضور الرّبّ يسوع في الخبز الإفخارستيا ونسجد له، نحن مدعوون أيضًا لنسأل أنفسنا: في أي "مكان" نريد أن نُعِدَّ فصح الرّبّ؟ ما هي "الأماكن" في حياتنا التي يطلب الله منا أن نستقبله فيها؟ نحن عطاش إلى حُب دم يسوع الثمين ، نحن عِطاش إلى الحبّ والفرح وإلى حياة ناجحة في عالم أكثر إنسانيّة.
وأمام هذا العطش، فإنّ مياه الأمور الدنيويّة لا فائدة منها، لأنّ عطشنا أعمق من ذلك، ووحده الله يمكنه أن يرويه.
علينا أولاً أن نعترف بعطشنا لله: أن نشعر باننا بحاجة إليه، وأن نرغب في حضوره ومحبّته، وأن نُدرك أنّه لا يمكننا القيام بذلك وحدنا وإنما نحن بحاجة إلى مأكل ومشرب الحياة الأبدية اللذين يعضُداننا في المسيرة.
إنَّ مأساة اليوم هي أنّ العطش قد انطفأ.
انطفأت الأسئلة حول الله، وضعف الشوق إليه، وأصبح الباحثون عن الله نادرين.
لم يعد الله يجذبنا لأنّنا لم نعد نشعر بعطشنا العميق إليه.
إنَّ العطش إلى الله هو الذي يقودنا إلى المذبح.
وإذا غاب العطش، تصبح احتفالاتنا جافة.
وككنيسة أيضًا، لا يمكن أن تكفينا المجموعة الصغيرة من الأشخاص الذين اعتادوا أن يجتمعوا للاحتفال بالإفخارستيا، بل يجب أن نذهب إلى المدينة، ونلتقي بالناس، ونتعلّم أن نرى ونوقظ فيهم العطش إلى الله والرغبة في الإنجيل. آمــــــــــــين.