في فلسطين القديمة كانت تتم رعاية القطيع مؤلفا من خراف وجداء، فلا تفصل الا عند المساء، فالجداء تحتاج لدفء اكثر من الخراف، ولذلك كانت توضع في مكان مُقفل، من الطبيعي ان يكون مظلما، اما الخراف فكانت تترك في العراء، انما تحت حماية الرعاة المشدّدة (كما الرعاة الساهرون على قطعانهم حين بشّرهم الملائكة بولادة المسيح في ( لوقا ٢ / ٨ ).
وفي المقابل لقد كانت الخراف اكثر قيمة من الجداء بسبب ثمنها المرتفع وبسبب تعدد استعمال لحمها وصوفها.
لذلك فقد كانت تراقب بشدة في هجمة الذئاب رغم انها كانت تُترك في المرعى.
كل هذه العناصر اصبحت اشارات رمزية: القطيع يبقى مجتمعاً طيلة النهار كما الانسان لا يميز في نهار الحياة بين بار وخاطىء، وفي المساء، مساء الحياة يُفصل الجداء عن الخراف، الأبرار عن الاشرار، فيوضع الجداء – الاشرار في المكان المقفل المظلم، بينما تترك الخراف – الابرار في المرعى، رمز الملكوت (مراع خصيبة يقيلني، عصاك وعكازك تعزياتي، عصا الراعي تدل على وجوده قرب الخراف، بصوت العصا على الارض يتشجع القطيع لأنه يعرف كيف يتجه، وان الراعي – المسيح.
موجود معه، وهذا الصوت نفسه يخيف الذئاب فتبتعد: الخراف الى اليمين والجداء الى اليسار:- اليمين علامة جلوس الشخص الاكثر اهمية بعد الملك: اليمين نسبة الى يد الله اليمنى. الخلاص للأبرار:
بينما اليسار هو رمزيا المكان المعد لمن لا مكانة له.ويقول الملك للذين عن يمينه: تعالوا يا مباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ انشاء العالم.
انما في المجيء الاخير، فالمسيح سوف يعتلن لكل كائن كملك حقيقي وديان البشر، له تجثو كل ركبة ويسبّح كل لسان.
مجيء المسيح الثاني سوف يكون بقوة الدينونة لا يضعف المزود ووهن الجسد المتألم.
تعالوا يا مباركي أبي:المسيح الكلمة، به كان كل شيء.
ومن دونه ما كان شيء مما كان يقول يوحنا ، هو وسيلة الخلق، اذ كان على فم الله حين قال: ليكن، لأنه الكلمة، وكان في يد الله حين خلق، لأنه هو الفعل.
هو الذي نال لنا التبني لأننا افتدينا بدمه ونلنا حالة البنوة كما يقول بولس ، لذلك فالمسيح هو مقياس الدخول الى ملكوت الآب، به كان الخلاص، وبه ندخل الى السماء. آمــــــــــــين.