الله قد احتجب وترك الانسان يقرر مصيره بحريته، فاما يختار المسيح الحياة او يرفض المسيح ويختار الموت.
وباختيار الانسان للمسيح ولد الى حياة الابد وولد في الله، وملك مع الله كوريث للملكوت، وفي ولادة الانسان رغبة الله وفرحه.
موت الله الكلمة، المسيح المتجسد، قد أهّل الانسان ايضاً ليكون وارثاً فالانسان، باستحقاقات المسيح، الابن الطبيعي للآب لأنه مولود منه ومساو له في الجوهر والطبيعة، قد اصبح وارثاً لله الآب، يشترك في حقوق الابن الطبيعية.
المعد لكم منذ انشاء العالم: ان مشاركة الانسان في الحياة الالهية هي غاية الله في خلقه على صورته ومثاله.
ان الله برحمته شاء خلق الانسان ليعطيه بالتبني الحياة الالهية، ورغم خطيئة الانسان الاصلية اعطاه الله الوعد بالخلاص من خلال نسل المرأة ، وكلمة بالعهود والانبياء والمرسلين، ولما بلغ ملء الزمن، ارسل ابنه مولودا من امرأة ، ليتاح للانسان العودة في مخطط الله الخلاصي له: التأله.
الحكمة، التي هي المسيح، الكائنة منذ الازل ومهندسة خلائق الله تتكلم، منذ الازل اقمت، من قبل انشاء العالم، هذه الحكمة الازلية تدعو الانسان الى سماع كلمة الله ليحيا.
هي الحكمة الازلية التي ارادت خلاص الانسان واشراكه في ملكوت الله والحياة الالهية.
ان كان الله قد خطط لخلاصنا منذ البدء، فلا بد انه قد حضر، منذ الازل العدة لذلك: لذلك كانوا يعتقدون ان الله قد حضّر منذ الازل العمل الذي سوف يقوّم بدلاً عن اسحق، والمن السماوي الذي سوف يشبع جوع شعب الله في الصحراء، والمسيح الذي سوف يخلّص شعبه، والتوراة التي سوف تهدي الشعب الى طاعة الله وبالتالي الى الخلاص.
ان الله قد حضّر منذ الازل لخلاصنا بواسطة مسيحه الذي يرسله، الحمل الذي يموت بدلا عن اسحق وعنا، والمن السماوي الذي ينجينا من الموت، وكلمة الله، التوراة الحية التي تعطينا الوصية الجديدة، وصية المحبة.
ان ارادة الله في ان نشترك في الحياة الالهية، لا بد انها سابقة لخطيئتنا، وتجسد المسيح كان ضرورياً لذلك. آمــــــــــــين.