يسوع يجوب، مع تلاميذه، في كلّ المناطق، ليكرز بإنجيل الملكوت ويشفي المرضى ويداوي الخطأة.
لقد تعب وجاع وعطش، ما يعني أنّ الرسالة تقتضي كلّ هذا والكثير من التضحيات.
فجلس يسوع على حافّة البئر، لعلّ يأتي أحدٌ ليستقي ماء، فيطلب منه أن يشرب، لأنّ لا وعاء له والبئر عميقة ليستقي.
والتلاميذ ذهبوا إلى المدينة ليبتاعوا طعامًا.
هذا يذكِّرنا بأنّ الرسالة المسيحيّة صعبة ومضنكة، وتتطلّب حرمانًا وتضحيات.
لا نستطيع نحن، الكهنة والرهبان والراهبات، الوقوع في تجربة الحياة السهلة على حساب الرسالة.
توجد حاليًّا أزمة على هذا الصعيد.
وكذلك المسيحيّون، بحكم معموديّتهم والميرون، هم أيضًا شركاء في الرسالة المسيحيّة في الرعيّة والأبرشيّة، في المنظّمات والحركات الرسوليّة، في المؤسّسات التربوية والاستشفائيّة والاجتماعيّة.
فمن واجبهم تحمُّل التضحيات اللّازمة من أجل الرسالة التي يطلبها المسيح منّا جميعًا، وتنظّمها الكنيسة.
جاء يسوع ليهدم كلّ أسوار العداوة.. هي الخطيئة تخلق العداوة، وتغلق القلب على المسامحة والمحبة.
عطيّة الله” هي الروح القدس الذي يمنحنا الحياة الجديدة، إذ يجعل كلام الله زرعًا يثمر في قلوبنا ونورًا يهدي عقولنا وضمائرنا وإرادتنا، ويفعِّل فينا ثمار الفداء، ويقدّسنا بنعمة الأسرار.
هذه “الحياة الجديدة” تفيض من داخلنا إلى الخارج في نوعيّة واستقامة وقداسة المسلك والقول والعمل.
نحن ايضًا، قد نلجأ أحيانًا، من أجل تبرير خطايانا، إلى اتّهام الله بأنّه هو السبب: ضعف الطبيعة البشريّة التي خلقها، صعوبة الوصايا والعيش بموجبها، التصرّف العمومي، الحاجات التي نواجهها. آمــــــــــــين.