HTML مخصص
23 Jan
23Jan

الكاهن هو خادم كلمة الله الذي يقع عليه، كمعاون للأسقف، واجب إعلان إنجيل الله لجميع الناس، عملاً بأمر المسيح الرب وبإرسال منه: "إذهبوا الى العالم كله، وأعلنوا الانجيل للخليقة كلها"(مر ١٦ / ١٥ ).

ردَّدَ الانبياء وبولس الرسول أنه من حقّ الجميع أن يطلبوا كلمة الله من فم الكاهن.

بإعلان كلمة الله يولَد الإيمان في قلب غير المؤمنين، ويغتذي في قلب المؤمنين، كما كتب بولس الرسول: "الايمان من السماع، والسماع من كلمة الله".

والكاهن هو خادم أسرار الخلاص والعبادة الإلهية والصلاة.

بالمعمودية يُدخل المؤمنين والمؤمنات في جماعة شعب الله، أعضاءً حية في الكنيسة؛ بسرِّ التوبة يُصالح الخطأة مع الله والكنيسة؛ بزيت المرضى يُخفّف من آلام المرضى ويقدِّسها وباحتفاله بالقدّاس يُقدّم ذبيحة المسيح لخلاص العالم ووليمة جسده ودمه لحياة المؤمنين.

ففي القربان يوجد كلّ خير الكنيسة الروحي؛ وبواسطة قربان المسيح ومعه يقدّم المؤمنون أعمالهم وأتعابهم وكل ذواتهم قرابين روحية لله.


والكاهن هو راعي شعب الله، يمارس وظيفة المسيح الرأس والراعي، بحكم سلطان الرعاية الذي ناله من الأسقف، ويمارسه باسم المسيح راعي الرعاة العظيم. فيجمع عائلة الله بالاخوّة التي تنعشها الوحدة، ويقود أفرادها الى الآب بواسطة المسيح الرأس وبهدي الروح القدس وفعله.

ولأنّ مهمته أن يبني الجاعة المؤمنة، وجب عليه أن يُقيم مع الجميع علاقات تتّسم بالطيبة والإخلاص للمسيح وتعليم الكنيسة والحياة المسيحية، وأن ينبّه وفقاً لمشورة القديس بولس الرسول: "نادِ بالكلمة باجتهاد في وقته وغير وقته. وبّخ ونبّه بكلِّ أناة وتعليم"(٢ طيم ٤ / ٢ ).

ومن واجب الكاهن أن يساعد المؤمنين على عيش الإنفتاح نحو الآخرين، بعيداً عن الأنانية، والتزاماً بمقتضيات شريعة المحبة الجديدة، بحيث يخدمون الآخرين بما قسم لهم الله من مواهب وعطايا، ويقومون بواجباتهم وسط الجماعة البشرية بروح مسيحية، ويولون الفقراء والضعفاء اهتماماً خاصاً، وقد اتّحد المسيح بهم، وجعلهم موضوع انجيله وعلامة رسالته المسيحانية.

لكن الوكيل الأمين الحكيم هو أيضاً كلّ مسؤول في العائلة والمدرسة والمجتمع والدولة.

هؤلاء مدعوّون ليعطوا الطعام في حينه لأهل بيت الله( لوقا ١٢ / ٤٢ ).

وعلى الوكيل أن يكون أميناً لله ولشعبه، وحكيماً في أداء واجبه، ورأس الحكمة مخافة اللهفالعائلة هي المدرسة الطبيعية الأولى للتربية على القيم الإنسانية والأخلاقية والإجتماعية.

وهي الكنيسة البيتية التي تعلّم الصلاة وتنقل الإيمان من جيل الى جيل وتربيه.

للوالدين يعود الحقّ الأوّل والواجب في تربية الأولاد، لأنّهم أعطوهم الحياة.

أجل الوكالة مسؤولية عظيمة يقول عنها الربّ أيضاً: "مَن أُعطي كثيراً يُطلب منه الكثير، ومَن ائتُمن على الكثير يُطالب بأكثر"( لوقا ١٢ / ٤٨ ). آمــــــــــــين.




/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.