HTML مخصص
24 Jan
24Jan

كلّ حَبر يُؤخذ من بين النّاس ويُقام لدى الله من أجل النّاس” (عبرانيين ١ / ٥ ).

الكاهن، كما الأسقف والشمّاس، هو إنسان مأخوذ من بين الناس ولخدمة الناس على مثال يسوع المسيح.

والله يدعو، إلى الخدمة في الكهنوت، أناسًا من أوساط بشريّة وكنسيّة خاصّة ومتنوّعة تمهرهم بطابع خاصّ وإليها يُرسَلون لخدمة إنجيل المسيح.


فجوهر الكهنوت وهويّة الخدمة الكهنوتيّة ينبعان من كهنوت المسيح، الكاهن الأوحد والأعظم والوسيط الأوحد بين الله والبشر.


وهما في المعطيات الأساسيّة الكتابيّة واللاهوتيّة مشتركان في الكنيسة جمعاء.

ولكنّ كنيستنا المارونيّة تتميّز بخصائص تجعلها تخدم في الكهنوت بحسب الموهبة التي وُهِبَت لها.


وبما أنّ كهنتنا في الألفيّة الثالثة هم مدعوّون إلى الخدمة في الظروف الرّاهنة التي تعيش فيها كنيستهم بعد أن صارت منتشرة في بلدان العالم كلّه، وبما أنّه لا بدّ من التوفيق بين مقتضيات كنيستهم وحاجاتها الرّاهنة وبين الخدمة الكهنوتيّة المطلوبة،رأى هذا المجمع أن يخصّ الكهنة بنصّ يدرس ما في تراثنا الأنطاكيّ السريانيّ المارونيّ من ثوابت لاهوتيّة تتعلَّق بالخدمة الكهنوتيّة والدعوة والتنشئة المناسبتين لها، ثمّ يحدّد ممارستها في الماضي والحاضر، لكيما يصل في النهاية إلى طرح اقتراحات وتطلّعات مستقبليّة تُسهِم في تجديد الكهنة، ومن خلالهم في تجديد كنيسة المسيح في الخصوصيّة المارونيّة.


الفصل الأوّل: طبيعة الكهنوت ومتطلّبات الخدمة الكهنوتيّةأوّلاً: الثوابت اللاهوتيّة في طبيعة الكهنوت وهويّة كهنوت الخدمة في التراث الأنطاكيّ السريانيّ المارونيّ ، معنى لفظة “كهنوت” تجدر الإشارة إلى أنّ التراث الأنطاكيّ السريانيّ المارونيّ يميّز في الكهنوت بين لفظتين تحمل كلّ منهما دلالةً خاصّة.

لفظة “الكهنوت” المشتقّة من السريانيّة، إمّا من “كُهنُوتُو”، ومعناها “التقديس وخدمة القدّاس وتقدمة الذبائح”، وإمّا من “كَهِينُوتُو”، ومعناها “الخصب والعمران”.

ولفظة ، “قَشِيشُوتُو”، المشتقّة من السريانيّة، ومعناها خدمة الشعب وتروُّس الجماعة.

واستعمال اللفظتين معًا في المراجع الليتورجيّة يبيّن تكاملهما في شخص من يقبل الكهنوت، تمامًا على شبه تكاملهما في شخص المسيح الكاهن الأوحد والأبديّ ومصدر كلّ كهنوت إن في العهد القديم أو في العهد الجديد، ما يدعوه بالتالي إلى أن يعيش بوفاءٍ روحانيّة كهنوته ويلتزم بإخلاصٍ ما تتطلّبه الخدمة الكهنوتيّة.

ويَستعمل كتاب الرسامات في مختلف الدرجات الكنسيّة لفظة “شرطونيّة” في العربيّة، “وخيرُوطُونِيا” في السريانيّة، وهي نقل عن اللّفظة اليونانيّة “كيروتونيا” التي تعني وضع اليد.

ويستعمل أيضًا لفظة “سِيامِيد” بالعربيّة، وهي نقل عن السريانيّة “سيُوم إيدُو”، أيّ وضع اليد.

ووضع اليد هذا يعني دعوة النعمة الإلهيّة وعطيّة الروح القدس ويمنح الكهنوت والقسوسيّة. آمــــــــــــين.



/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.