HTML مخصص
الأبرار والصدّيقون هم الذين عاشوا محبة المسيح تجاه ايّ إنسان في حاجة، أكانت مادّية أم روحيّة أم ثقافية أم معنوية.
حصر الربّ يسوع هذه الحاجات المتنوّعة بستّ: الجوع والعطش والعري والغربة والمرض والسجن.
وتماهى الربّ مع كلّ إنسان في حاجة، فمَن ساعده ساعد المسيح نفسه :
"كلّما فعلتُم ذلك مع أحد إخوتي هؤلاء الصغار، فلي فعلتموه".
لا أحد منّا إلّا ويكون في حاجة ما: مادّية أو روحيّة أو معنويّة أو ثقافيّة.
الجائع بحاجة إلى خبز وطعام؛ وأيضًا إلى علم وثقافة وعناية طبّية وحقوق أساسيّة وتوجيه نحو حياة أفضل.
العطشان بحاجة إلى ماء ليشرب ويسقي مزروعاته ومواشيه، ويلبّي حاجات بيته.
لكنّه يعطش أيضًا إلى عدالة وكرامة وقيم ترفعه إلى فوق.
العريان يحتاج إلى لباس له ولعائلته، وإلى أثاث لبيته يقيه شدّة الحرّ والبرد، الشمس والمطر.
لكنّه يحتاج أيضًا إلى مَن يستر عيوبه وخطاياه، ويحمي صيته الحسن بين الناس، ويُخرجه من حالة الجهل والأمّية.
الغريب هو الذي يعيش خارج بيته وبيئته ووطنه، وكأنّه مقتلع من جذوره وتاريخه وثقافته.
لكن الغريب أيضًا هو الذي يشعر بالغربة بين أهل بيته ومجتمعه، عندما لا يفهمونه في قلقه وأفكاره وتطلّعاته.
وهو غريب عندما لا يعرف كيف يبني علاقة بنويّة مع الله، قائمة على الإيمان والرجاء والمحبة.
وعندما لا يُحسب له حساب في بيئته ووطنه.
المريض هو الذي يعاني من حالة مرض في جسده أو أعصابه أو عقله.
وهو أيضًا المريض روحيًّا الغارق في خطاياه وعاداته السيّئة.
كذلك مريض كلّ متكبّر وأناني وبخيل ونمّام ومراقب الناس.
أيضًا مريض هو المدمن على السّكر والمخدّرات ولعب القمار.
السجين هو المأسور وراء القضبان الحديدية.
لكن السجين أيضًا هو مَن كان أسير عاداته الرديئة، او أسيرًا لأشخاص أو لإيديولوجيات هدّامة أو لتنظيمات إرهابيّة.
أسير هو ايضًا مَن يعتاد على السرقة والرشوة ونهب المال العام. آمــــــــــــين.
أحد مُبارك للجميع.
/الخوري جان بيار الخوري/