الأبرار والصدّيقون هم الذين ساعدوا هؤلاء في الحاجة التي يعانون منها.
نحن لا نذكر في هذا الأحد فقط القدّيسين الكبار الذين رفعتهم الكنيسة على مذابحها، بل نذكر الأشخاص الذين عاشوا بأمانة المحبة التي سيديننا المسيح عليها في مساء الحياة، كما يؤكّد إنجيل اليوم. فنذكر اليوم: الأمّ التي تفني عمرها في تربية أولادها والسهر عليهم؛ والأب الذي يضحّي بصحّته ليُحضر القوت والعيش الكريم لأولاده؛ والطبيب الذي يهتمّ بتخفيف آلام الناس، أكثر من اهتمامه بالمال؛ والمهندس الذي يفرح لأنّه أمّن للعائلات الجديدة مسكنًا لائقًا، ليعيش فيه أفرادها حياة زوجيّة وعائليّة مكتفية؛ والفلاّح الذي يعتني بالزرع حتّى يأكل الناس ثمرًا طيّبًا يقيتهم ويقويّهم على الحياة وأداء الواجب؛ والسياسيّ الذي يسعى إلى تأمين مصلحة الشعب وخير البلاد.
البعض من الناس يعيشون في حالة إحباط، ويتساءلون: "ليش أنا عايش، شو فيها هالحياة؟ ما عندي هدف"! جوابنا هو أنّ الحياة هي الهدف.
هي هدف بحدّ ذاتها، هي قيمة ثمينة يجب أن لا نضيّعها.
ليس الهدف أن تصنع المعجزات.
حسن جدًّا إذا تمكّنت من ذلك وعملت لأجله.
ولكن أيضًا يجب أن تكون دعوتك من الله، بحيث يفعل من خلالك أمورًا استثنائيّة.
أما الدعوة الأساسيّة لكلّ إنسان فهي "الحياة" أي أن يحيا بسعادة، سواء في الكنيسة أم في العائلة أم في المجتمع أم في الوطن.
يعلّمنا هذا الأحد أنّ القداسة هي فعلاً "مشروع كلّ إنسان منّا".
فالقداسة عاشها أهلنا وأقرباؤنا وأحبّاؤنا، من خلال التزامهم الصادق بحياتهم المسيحيّة، وواجباتهم اليوميّة، بكلّ أمانة.
ونحن أيضًا، على مثالهم، مدعوّون إلى تثمير وزناتنا، من خلال تلبية نداء الربّ لنا كلّ يوم: أن نذهب إلى عملنا بإيجابيّة، ونخدم الناس ببسمة، وأن نعود إلى العائلة حيث نعيش السعادة والفرح، ونربّي أولادنا التربية المسيحيّة الصالحة، ونجتمع معهم للصلاة قبل الطعام والنوم وفي القدّاس يوم الأحد. آمــــــــــــين.