HTML مخصص
03 Jan
03Jan

إستقبل سمعان يسوع بين ذراعيه ( الآية ٢٨ ).

إنّه مشهدٌ لطيف وهادف وفريد من نوعه في الأناجيل.

وضع الله ابنه بين ذراعينا لأنّ استقبال يسوع هو الجوهر، هو محور الإيمان.

أحيانًا نوشك أن نَضِيعَ ونتشتّت في ألف شيء وشيء، أو نركّز على جوانب ثانوية، أو نُغرِق أنفسنا في أمور يجب القيام بها، لكن محور كلّ شيء هو المسيح، الذي علينا أن نستقبله ربًّا لحياتنا.


عندما أخذ سمعان يسوع بين ذراعيه، نطقت شفتاه بكلمات البركة والحمد والدهشة.

عندما التقى سمعان وحنة بيسوع.

إن كان المكرّسون يفتقرون إلى الكلمات التي تبارك الله والآخرين، وغاب عنهم الفرح، وقلّ حماسهم، وصارت الحياة الأخويّة تعبًا فقط، وإن نقصت الدهشة، ليس هذا لأنّنا ضحايا لأحدٍ ما أو لشيءٍ ما، السبب الحقيقي هو لأنّ ذراعينا لم تعد تحمل يسوع.

وعندما لا تحمل ذراعَي المكرّس والمكرّسة يسوع، فإنّهما تحملان الفراغ وتحاولان أن تملؤهما بأشياء أخرى، لكن يبقى الفراغ.

احملوا يسوع بالأذرع: هذه هي العلامة، وهذا هو الطريق، وهذه هي ”الوصفة الطبية“ للتجديد.

حينها، عندما لا نعانق يسوع، ينغلق القلب بالمرارة.

من المحزن أن أشخاصاً يعيشون بمرارة.

وينغلقون بالتشكّي من أمور لا تسير بدقة كما نريدها، وبقسوةٍ تجعلنا متصلّبين، وبسلوكٍ فيه نتظاهر بأنّنا متفوّقون.

إنّهم يتشكّون دائمًا من شيء ما: من الرئيس أو الرئيسة أو الإخوة أو الجماعة أو المطبخ… إن لم تكن لديهم شكاوى، فلن يعيشوا.

لكن علينا أن نحمل يسوع في السجود وأن نطلب عيونًا تعرف كيف ترى الخير وتبصر طرق الله.

إن استقبلنا المسيح بأذرع مفتوحة، فسنستقبل أيضًا الآخرين بثقة وتواضع.

عند ذلك لن تتفاقم الخلافات، ولن تفرّقنا المسافات، وتزول تجربة المراوغة والإساءة إلى كرامة أخت أو أخ.

لنفتح ذراعينا للمسيح وللإخوة! هناك يوجد يسوع.

لنأخذ يسوع بين ذراعينا.

ولو اختبرنا التعب والإرهاق – هذا يحدث: حتى خيبات الأمل تحدث -، لنعمل مثل سمعان وحنّة، اللّذين انتظرا بصبر أمانة الله ولم يسمحا بأن يُسرق منهما فرح اللقاء معه.

لنذهب نحو فرح اللقاء: هذا جميل جدًا! لنضع يسوع من جديد في مركز حياتنا، ولنمضِ قدمًا بفرح. آمــــــــــــين.



/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.