HTML مخصص
31 Jan
31Jan

يتوسّع قداسة البابا فرنسيس، في إرشاده الرسوليّ "فرح الإنجيل" في مفهوم البعد الإجتماعيّ أو خدمة المحبّة الإجتماعيّة الرامية إلى تعزيز الشخص البشريّ، وتحريره من معوّقاته، ونموّه.

ويعتبر قداسته أنّ الأساس هو سرّ الثالوث الأقدس الذي نعلنه وننفتح لعمله فينا.

فعندما نعلن إيماننا بأنّ الآب يحبّ كلّ كائن بشريّ، نكتشف أنّه يعطيه كرامة لا متناهية.

وعندما نعلن إيماننا بأنّ ابن الله أخذ طبيعتنا البشريّة وافتدانا بإراقة دمه، ندرك أنّ كلّ شخص بشريّ قد رُفع إلى قلب الله نفسه، والله يشرّفه بحبّه اللامتناهي.

وعندما نعلن إيماننا بالروح القدس العامل فينا ندرك أنّه يسعى للدخول إلى كلّ وضع إنسانيّ وإلى جميع العقد الإجتماعيّة المترابطة والصعبة، لكي يفكّها.

حدّد الربّ يسوع أنواع الحاجات الإنسانيّة بستّة، وهي: الجوع والعطش والغربة والعري والمرض والأسر.

لا تقتصر هذه الحاجات على المستوى الماديّ، بل تشمل أيضًا المستوى الروحيّ والمعنوي والثقافيّ والأخلاقيّ.

فالجائع هو المحتاج إلى طعام، وأيضًا إلى علم وروحانيّة.

العطشان هو المحتاج إلى ماء، وأيضًا إلى عدالة وعاطفة إنسانيّة.

العريان هو المحتاج إلى ثوب، وأيضًا إلى أثاث بيت وصيت حسن وكرامة.

المريض هو الذي يعاني من مرض في جسده أو نفسه، أو الذي هو في حالة أخلاقيّة شاذّة كالبخل والطمع والنميمة والكبرياء، أو المدمن على المخدّرات أو المسكرات.

الغريب هو الذي يعيش خارج بلاده، وأيضًا الغريب بين أهل بيته الذي يعاني من عدم قبولهم أو تفهّمهم له.

السجين هو العائش وراء القضبان، وأيضًا من هو أسير أمياله المنحرفة، أو مواقفه غير البنّاءة أو المتحجّر في هذه المواقف أو من هو مستعبد لأشخاص أو لإيديولوجيات.

المحبّة الإجتماعيّة تصبح شريعة عند الذين يحبّون الله حقًّا.


القدّيس البابا بولس السادس حدّد العمل السياسيّ بأنّه أعلى فعل محبّة لأنّه مبنيّ على التجرّد والتفاني في سبيل تأمين الخير العام الذي منه خير جميع المواطنين وخير كلّ مواطن.

نصلّي لكي يضرم الله هذه المحبّة في قلب كلّ مسؤول سياسيّ.

فما أكثر حاجات شعبنا الإقتصاديّة والماليّة والمعيشيّة والنقديّة.

وما أكثر حاجات دولتنا اللبنانيّة إلى مسؤولين مخلصين لها، وإلى إصلاحات تقيمها من حالة الإنهيار. آمــــــــــــين.



/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.