HTML مخصص
06 Jan
06Jan

"هو يعمّدكم بالروح القدس والنار"
(لوقا ٣ / ١٦ ).


تحتفل الكنيسة اليوم بذكرى معموديّة يسوع على يد يوحنا المعمدان في نهر الأردن، وهي معروفة بعيد الغطاس، وتذكّرنا بمعموديّتنا.

في مناسبة معموديّته ظهر سرّ الله الواحد والثالوث، واعتلنت بنوّة يسوع الإلهيّة، فيُسمَّى هذا الظهور "بعيد الدِّنح".

إنّه عيد واحد بوجهَين:

المعمودية-الغطاس والظهور الإلهي-الدِّنح.

في هذا العيد نقيم رتبة تبريك الماء الذي يُرشّ على رؤوسنا، ونأخذه إلى بيوتنا لتبريك الأشخاص والأشياء التي نستعملها.

وبهذا رمز من جهة للبركة الإلهيّة، ومن جهة ثانية لدعوتنا إلى التوبة وغسل قلوبنا وتنقيتها من كلّ شوائب السوء.

وأن نحافظ كلّنا على مفاعيل المعمودية فينا، وأن "نُظهر" وجه المسيح من خلال أقوالنا وأفعالنا ومبادراتنا ومواقفنا في العائلة والكنيسة والمجتمع والدولة.

عندما كان الناس يتساءلون عمّا إذا كان يوحنا المعمدان هو المسيح المُنتظَر، شهد يوحنا "أنّه ليس المسيح"، فهو يعمّد فقط بالماء للتوبة، أما المسيح الآتي "فيعمّدكم بالروح القدس والنار" ( لوقا ٣ / ١٦ ).

إنّ كلام يوحنا كلام نبويّ، إذ يبيّن فعل الروح القدس في المعمودية التي ينشئها يسوع المسيح ويسلّم خدمتها للكنيسة، مشبِّهًا إيّاه بالنار.
فكما النار تطهّر وتزيل الشوائب، كذلك معمودية يسوع تزيل خطايا البشر بقوّة أكبر بكثير من معموديّة يوحنّا.

قوّة النار التطهيريّة أعلى بكثير من قدرة الماء على ذلك.

النار تترك أثرًا لا يُمحى.

أما أثر الماء فيزول بعد حين.

وكما النار تنير مكانها، كذلك المعموديّة تُدخل الإنسان في الكنيسة، الأمّ والمعلّمة.

فلن يضيع إذا التزم تعاليم وإرشادات كنيسته.

كما أنّ الروح القدس الذي فينا يذكّرنا ويفهّمنا ويرشدنا إلى ما يجب أن نقوم به.

وكما النار تدفئ وترمز إلى وجود الأحباء من حولنا، الذين يملأون حياتنا دفئًا، كذلك المعموديّة تدخلنا في جماعة المؤمنين، فنصبح معهم إخوةً.

لسنا بعد الآن وحدنا، لإنّ الله الذي يتبنّانا في المعموديّة يرافقنا في كلّ خطوات حياتنا ويحمينا.

لذا، نشاهد في الرتبة وضع ثلاث جمرات في الماء مع الدعوة، باسم الثالوث القدّوس، لتطهيره وتنقيته وتقديسه.

أمّا عنصر الماء في معموديّتنا فتبقى له رمزيّته.

إنه يرمز إلى العنصر الذي يعطي الحياة.

هكذا من ماء العماد المكرّس بصلاة حلول قوّة الروح القدس عليه، يولد المعمّدون ثانيةً أبناءً وبناتٍ لله من "الماء والرّوح"، كما قال الربّ يسوع لنيقوديموس ( يوحنَّا ٣ / ٥ ).

وفوق ذلك، إن النزول في الماء المبارك والخروج منه أو سكبه على الرّأس ثلاث مرّات في الحالتَين يعنيان ويحقّقان الموت عن الخطيئة والقيامة لحياة جديدة في شركة الثالوث القدّوس، على صورة سرّ المسيح الفصحي، سرّ موته عن خطايانا، وقيامته لتقديسنا (كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية ١٢٣٩ ). آمــــــــــــين.


عيد مُبارك للجميع.



/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.