تقدَّمَ يسوع من يوحنَّا ماشيًا مع الخطأة، وهو البريء من كلِّ خطيئةٍ، ليَقبلَ معموديَّة الماء، رمزًا لمغفرة الخطايا.
تقدَّمَ مع الخطأة ليتضامن معهم في ضعفهم وتوقهم إلى الغفران، لا في خطاياهم.
فكانت الشَّهادة الإلهيَّة لبراءته وألوهته أمام الشَّعب كلِّه.
“فلمَّا اعتمدَ، وكان يُصلِّي، إنفتحتِ السَّماء، ونزَلَ عليه الرُّوح القدس في صورة طيرٍ، وجاء صوتٌ من السَّماء يقول: “أنتَ هو إبني الحبيب، بكَ رضيتُ” ( لوقا ٣ / ٢١-٢٢ ).
إنَّه عيد الغطاس ويُسمَّى كذلك بالنِّسبة إلى نزول يسوع في ماء الأردنّ، وسكبِ الماء على رأسه بيد يوحنَّا المعمدان.
وهو عيد الدِّنح أي الظُّهور بحسب معنى اللَّفظة الآراميَّة الأصل.
إنَّه ظهور الثَّالوث القدُّوس: الآب بالصَّوت، والرُّوح القدس بحلوله في شبه طير حمامة، والابن يسوع المسيح المعلَن من الآب “ابنه الحبيب”.
بهذا العيد تنتهي الأعياد الميلاديَّة.
فإنَّا نهنِّئكم به ونتمنَّى أن يكون فاتحة خيرٍ وبركةٍ دائمَين.
إنَّنا نصلّي إلى الله، سيّد التَّاريخ، كي يُخرج وطننا لبنان من وطأة أزماته وفي رأسها إنتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية وتشكيل حكومةٍ متحرِّرةٍ من نفوذ السِّياسيِّين والحزبيِّين المأسورين في مصالحهم وحساباتهم الرخيصة.
وإنَّا، مع هذا الالتماس نرفع نشيد المجد والتَّسبيح للثَّالوث القدُّوس، الآب والابن والرُّوح القدس، الآن وإلى الأبد، آميـــــــن.