من الأقوال المشهورة للفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر (١٩٠٥-١٩٨٠) الَّذي كان أحد أبرز الفلاسفة الوجوديّين، "الجحيم هو الآخرون."
هذا القول مأخوذ من مسرحيَّته "لا مُخرِج"، ويعني أنَّ وجودنا مع الآخرين يُمكِن أن يكون مصدراً للمعاناة بسبب التقييم والحُكم المُستمرّ الَّذي نتعرَّض له منهم.
لكن هل فِعلاً الآخرين هم الجحيم ؟؟ الربّ يسوع أوصانا بمحبَّة القريب حتَّى هؤلاء الَّذين يسيؤون إلينا ، أوصانا أن نُبارِك لاعنينا ونُصلّي من أجل المسيئين إلينا.
فالآخر هو لتقديسنا وهو ليس جحيمنا !
هكذا يُصلّي القدّيس نيقولاي الصربي من أجل الأعداء قائِلاً :
"بارك أعدائي يا ربّ ولا تلعنهم!
فأباركهم أنا أيضاً.
الأعداء قادوني إلى عناقك أكثر مِمّا فعل أصدقائي.
أصدقائي ربطوني بالأرض، فيما أعدائي حلّوني من الأرض وبعثروا كلّ مطامحي الدنيويَّة.
وأصير مؤهَّلاً للتحرُّر إلى الأبد من وَهْم الذّات الَّذي أسرني في الشبكة المُميتة لهذه الحياة الخادعة.
الأعداء علَّموني، ما يتعلَّمه المرء بصعوبة، أنَّ ما مِن عدوّ للإنسان في هذا العالم إلّا نفسه، وأنَّ الإنسان يكره أعداءه عندما يفشل في معرفة أنَّهم ليسوا أعداء بل أصدقاء قُساة وبلا قلب!
فِعلاً، من الصعب عليَّ أن أُخبِر مَن الَّذي نفعني أكثر من الآخر أو آذاني أكثر من الآخر : الأعداء أم الأصدقاء.