الكُلّ كان يتحدَّث عن المُرشَّحين، عن الوعود، عن المستقبل.
في زحمة هذا الحماس، عاش رجل بسيط إسمه سمعان، كان بائع خبز، يفتح دكّانه كُلَّ صباحٍ ويغلقه قبل الغروب، لا يتدخَّل في الجدل، ولا يُعلِّق لافتات.
سأله أحدهم :
"ألا يهمُّك من سيحكم؟ ألا تريد التغيير؟"
إبتسم سمعان وقال :
"يا إبني، أنا أصلّي أن يحكمنا الصالحون، لكنَّني لا أضع رجائي في أيّ إنسان، بل في الله. الحكومات والبلديّات تتغيَّر، والممالك تقوم وتسقُط، أمّا ملكوت الله فهو أبديّ. أنا أعمل للخبز اليومي، لكن قلبي مشغول بخبز الحياة."
مضت الأيّام، وجاءت الإنتخابات، فاز مُرشَّح وخسر آخر، وظلَّ الناس في إنقسام وإضطراب.
أمّا سمعان، فظلَّ يخبز الخبز كُلَّ صباح، ويوَزِّع المحبَّة، ويُصلّي من أجل الجميع.
الـعِبــــــرة الـروحــيَّـة :
لا بأس أن نهتمَّ بشؤون الأرض، لكن مصيرنا لا يُبنى على نتائج صناديق الإقتراع، بل على علاقتنا بالله.