HTML مخصص
يدَّعي البعض أنَّ العهد القديم يتكلَّم عن إله عنيف ينتقم، يُرسِل الطوفان والنار، يقتل النساء والأطفال ويُبيد شعوباً وأُمَماً بأكملها ! لكن أليس الكتاب المُقدّس وحدة متكاملة من التكوين إلى الرؤيا، كما تُعلِّمنا الكنيسة المقدَّسة والآباء القدّيسون ؟؟ وهل أصبح لدينا إلهين، إلهاً للشرّ وإلهاً للخير كما تزعم الغنوصيَّة والمانويَّة وبدعة ماركيون؟؟ ولا مرَّة واحدة طلب الربّ يسوع أن ننقض العهد القديم بل على العكس قال : «لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ.» وأضاف : «فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ.» (مت ٥: ١٧، ١٨) ويقول في موضع آخر : «لا يمكن أن ينقض المكتوب» ( يو ١٠/ ٣٥) وقال أيضاً : «وَلكِنَّ زَوَالَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ تَسْقُطَ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ.» (لو ١٦: ١٧) ألم يؤكِّد الرسول بولس أنَّ : "كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ؟" (٢ تي ٣: ١٦) إذاً لنقرأ الكتاب كلّه بروح التقوى والصلاة، ولا نقرأه حرفيًّا كما يفعل الهراطقة والمبتدعون، بل روحيًّا على ضوء تفاسير الكنيسة والآباء القدّيسين، كي ننمو في الفهم ومعرفة مشيئة الله لتقديسنا! يا رب إرحمنا ! /جيزل فرح طربيه/