بينما كان السيِّد يتَّجه نحو أورشليم ليقدّم حياته فدية عن البشريّة، تقدّمت إليه أم ابنيّ زبدي.
كانت تمثل الفكر اليهودي، فتطلب لإبنيها المُلك الزمني بطريقة ماديّة ملموسة.
وجِّه السيِّد حديثه نحو إبنيها ليكشف لهما طريق العظمة الحقيقيّة، و وجَّه أفكارهما إلى كأس الصليب وصبغة الألم، وإذ ظنَّا أنهما يستطيعان ذلك لم يحطِّم نفسيَّتِهما، وإنما وجَّهها إلى الآب الذي يُعد الإكليل لكل أحد.
ليتنا نتقدّم إلى حضرة ربّنا يسوع المسيح كأم ابنيّ زبدي، فيقدّم كل منّا روحه وجسده كابنين له، لا ليطلب لهما راحة زمنيّة أو كرامة باطلة مؤقّتة، وإنما لكي يدخل بهما روحه القدّوس إلى كأسه فيشربانها ويتمتّعا بالدفن معه، ويقوما حاملين سِمات المُقام من الأموات سرّ مجد لهما. عندئذ ينتظر الإنسان الإكليل الأبدي.
إمنحنا يا رب ان نرضى بصليبنا دون تذمر و دون التلطي خلف ضعفنا البشري.
#كلمة حياة
خادم كلمة الرب /خدّام الرب/