لم يُدرك الإسرائيليُّون مكانة المسيح،
ولم يعرفوا أنه مسيح الرب إله القوَّات والمعجزات، فزاغوا عن تعاليمه وتكلَّموا بالباطل ضِدُّه، ومع أنهم قدَّروا كلمات الحكمة التي نطق بها إلا أنهم سعوا بروح الشك والغموض فقالوا: "أليس هذا ابن يوسف؟!.
وهل حجب هذا السؤال نور المعجزات الساطع، ولِمَ لا يُقابَل المسيح بالاحترام والإجلال رغمًا عن كونه ابن يوسف؟ ألم ير الإسرائيليُّون المعجزات؟! وألم تُقبَر الخطيئة في لحْدِها ويُسجن الشيطان في الهاوية، وتُهزَم جيوشه هزيمة منكَرة؟!
لم يرفض السيِّد المسيح مثل اشف نفسك اولا،
إذ يليق بكل معلِّم أن يُعلن تعاليمه خلال حياته قبل كلماته،إنما أوضح أنه لا ينطبق عليه.
إذ كانت أعماله تشهد بالأكثر عن أقواله... أما سِرّ تعثُّرِهم في السيِّد إنما نبع عن رفضهم له لمجرد أنه من موطنهم.
كانت هذه الكلمات قاسية على الأذن اليهوديَّة، فقد ظنَّ اليهودي أنه الشخص المدلَّل لِدى الله، صاحب الناموس والعُهود والمواعيد والنبوَّات ومن جنسه يأتي المسيَّا.
لكن كشف المسيح عن حقيقة حبُّه للبشر بلا تمييز، ففي أيام إيليَّا تمتَّعت أرملة صيداء بما لم تتمتَّع به نساء يهوديَّات كثيرات، ونال الأممي نعمان السرياني الأبرص ما لم ينله البرص من اليهود.
أبعد الشك عن أذهاننا يا رب،
واملأ قلوبنا إيمانا بك وباسمك القدوس.
آمين
/خادم كلمة الرب/