إن كان السيِّد قد قدَّم لنا نموذجًا حيًا للصلاة، فإنه إذ يطلب منَّا العبادة الملتهبة بالروح، سألنا أن نصلِّي بلجاجة، ليس لأنه يستجيب لكثرة الكلام، وإنما ليُلهب أعماقنا نحو الصلاة بلا إنقطاع.
يطالبنا باللجاجة لنتعلَّم كيف نقف أمامه وندخل معه في صلة حقيقيَّة.
يصوِّر لنا السيِّد المسيح هذا الصديق أنه يجيب من الداخل، دون أن يفتح إذ يعلن إنزعاجه من طارق الباب ومع هذا إستطاع صديقه بلجاجته أن يغتصب منه طلبه!
فكم بالأكثر الله يهب سائليه إن طلبوا بإلحاح، علامة صدق طلبهم، خاصة وأن الله ليس كهذا الصديق يجيب من الداخل، بل خرج إلينا خلال التجسَّد، وجاءنا كلمة الله حالًا في وسطنا، يحدِّثنا فمًا لفمٍ، نازعًا الحجاب الحاجز بين السماء والأرض.
وهكذا لم يعد بعد الباب مغلقًا بل هو مفتوح للجميع، أولاده ليسوا معه في الفراش، إذ هو لا ينام وملائكته وقدِّيسوه أيضًا يسهرون، عاملين بصلواتهم وتضرُّعاتهم من أجل النفوس التائهة والمحتاجة.
لا يقول الرب : "لا أقدر أن أقوم وأعطيك"، إذ قام الرب من الأموات وأعطانا حياته المُقامة عاملة فينا!
هبنا يا رب الخبزات الثلاث فتغذي أجسادنا ونفوسنا وأرواحنا. آمــــــــــــين.
/خادم كلمة الرب/